مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

نعم عندما رفض الإمام الحسين عليه السلام البيعة لطاغية العصر يزيد بن معاوية، فكان عليه أن يضحّي بنفسه وصحبه وعياله، حتّى يسلب الشرعيّة عن حكم هذا الغاصب للخلافة؛ وذلك حفاظاً على بقاء الإسلام، وحتّى لا يكون كما قال عليه السلام: «... وعلى الإسلام السلام؛ إذ قد بليت الأمّة براع مثل يزيد». (1)

وكان لقيام كربلاء ركنين أساسييّن:

الركن الأول: هو شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأولاده وأصحابه بتلك الحالة الفجيعة حتى أبكت جميع من في السماوات والأرض لشدة المصيبة، كما قال هو لأم سلمة سلام الله عليها: «يا أماه قد شاء الله عزّ وجل أن يراني مقتولا مذبوحا ظلماً وعدواناً». (2)

الركن الثاني: هو سبي الحوراء زينب عليها السلام وبنات الوحي والرسالة بتلك الحالة القاسية والمؤلمة للقلب، وكان الإمام الحسين عليه السلام يعلم جميع ذلك كما أخبر أخاه محمد ابن الحنفية وأم المؤمنين أم سلمة سلام الله عليها بما يحدث من بعده: «وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشردين، وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين،وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً». (3)

فنشاهد أن في واقعة كربلاء ونقل ثقافة كربلاء قد شاركت النساء مع رجال أيضا أولاً في وقوع الواقعة، وثانياً في نقل ثقافة عاشوراء وما تحمل من قيم إنسانية.

فاليوم أيضا نشاهد المرأة المسلمة المحتشمة تشارك الرجال في تشكيل أعظم مسيرة مليونية نحو كربلاء المقدسة؛ لكي تخلّد في التاريخ أحداث كربلاء مواقف النساء المشرفة، وتعطي صورة عن دولة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث يتوفر للإنسان كل وسائل الحياة الكريمة، وتخرج المرأة بكل أمان وطمأنينة وتذهب إلى أي مكان تشاء بدون أي قلق، وذلك بعد أن يحرر الإنسانيّة، ويبني مجدها، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما كانت قد ملئت ظلماً وجوراً، وذلك على أساس الإسلام وثقافة عاشوراء.

وأيضاً في دولة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف يكون للمرأة دور فعّال تشارك الرجال في بناء هذه الدولة الكريمة، وأيضا توجد روايات تشير إلى دور ميداني لبعض النساء المؤمنات في عصر الظهور، وقد روى الطبري بسنده عن المفضّل بن عمر، قال: «سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يكن مع القائم ثلاثة عشر امرأة». (4)

ـــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج 44، 326.

2ـ بحار الأنوار: ج 44، ص 331.

3ـ بحار الأنوار: ج 44، ص 332.

4ـ دلائل الإمامة: ص 484.