مجلة ريحانة الالكترونية

المرأة عند الامم قبل الاسلام (4)

( واما العرب ) فحدث عن احتقار المرأة والازدراء بها عندهم ولا حرج فكان البعض

منهم ينظر اليها كما ينظر الى الحيوان الاعجم فيبيعها كما يبيع الحيوان او يستبدل بها غيرها او حيوانا من الحيوانات وكان بعضهم يتطير من ولادتها ويستبدل بها على الشرور . وربما استتر من ولدت له بنت حياء من الناس كأنه جنى جناية او اذنب ذنبا لا يغتفر ومن العرب من كان يقتل البنات خوف الفقر وكانت عادة الؤد هي دفن البنت في التراب وهي في قيد الحياة من العادات المألوفة عند اكثر القبائل فكان الرجل منهم يحفر الحفرة لابنته ويدفنها في تلك الحفرة يحثو عليها التراب وهي تنظر اليه الى ان يغطيها التراب فتموت .
ومن القبائل من كان يذبح البنت ذبحا عند ولادتها او بعدها ومنهم من كان يصعد بها جبلا فيرميها من شاهق ومنهم من كان يغرقها في الماء غرقا كانوا يعملون هذه الاعمال الوحشية ويعتذرون انهم فعلوا كل ذلك خوف العار والمذلة واول من وءد البنات بنو تميم غضب عليهم النعمان ابن المنذر سنة من السنين فوجه اليهم اخاه الريان ابن المنذر ومعه بكر بن وائل فاستاق النعم وسبى الذراري ثم بعد مدة وفدت بنو تميم الى النعمان واستعطفوه فرق عليهم واعاد سبيهم وقال كل امرأة اختارت اباها ردت اليه وان اختارت صاحبها تركت فاختار بعضهن رجالهن وقيل ان ابنة قيس بن عاصم اختارت من سباها وهو عمر بن الشمرخ اليشكرى فنذر قيس ان يأد بناته واقتدى به الناس (١) ولم يكن عند العرب نظام للزواج ولا قانون للطلاق يتزوج الرجل منهم ما شاء من النساء ويطلق ما شاء ولم يكن عندهم حد ولا عدد للنساء اللواتي يجوز للرجل الابتناء بهن وكان الرجل اذا كره معاشرة زوجته ولها عليه شيء من صداقها يضيق عليها ويؤذيها حتى تسقط عنه ذلك الصداق واذا أراد الابتناء بامرأة ولم يكن عنده مال بهت الاولى بفاحشة لتفتدى منه بما اصدقها به ليصدق يه الثانية فتفتدى رغما عليها وكان الرجل يتزوج بامرأة ابيه التي لم تكن امه بعد موت الاب وربما تزوج بها بعد طلاق ابيه لها كما فعل امية بن عبد شمس وانكر شارح النهج عبد الحميد ابن ابي الحديد ان تكون العرب تتزوج بنساء آبائهم المطلقات وقال ان فعل امية لم يفعله احد في الجاهلية وكان العرب يجمعون بين الاختين فيقع بينهما الشقاق العائلي وكانوا يكرهون جواريهم على البغاء ويقبل الموالي كد فروجهن وربما كانت تستعفف الجارية فلا تجد سبيلا الى العفاف وكان الرجل يطلق الامرأة متى اراد ويراجعها قبل انقضاء العدة من غير نهاية معلومة لهذا العمل فكانت المرأة بيده كالكر بيد اللاعب وكان التهامي اذا كره زوجته يسييء صحبتها حتى يطلقها ويشترط عليها ان لا تنكح الا بمعرفته وتفتدي منه بصداقها او ببعضه وكان البعض منهم لا يأبى من التزويج بذوات الرايات من الزواني لقلة ذات يده وربما اجتمع جماعة دون العشر على امرأة
*********************************
(١) كان صعصعة بن ناجية التميمي اول من فدى المؤدة وهو جد الفرزدق الشاعر وكان من خبرة انه قال اضلت ناقتين فذهبت في طلبهما فقصدت بيتاً كان جالسا بفنائه فسألته فقال هما عندي واذا عجوز خرجت من البيت فقال لها ما وضت فان كان ذكراً شار كناه في اموالنا او انثى وأدناها فقالت انثى فقلت له اتبيعينها فقال وهل تبيع العرب اولادها فقلت انما اشتري حياتها فقال بكم فقلت احتكم قال بالناقتين وهذا الجمل الذي تحتك قلت لك ذلك فعندي ثمانون وماءة موءودة بناقتين وجمل قال الفرزدق يفتخر بذلك .
الم تر انا بنو دارم
زارة منا ابو معبد

 

ومنا الذي منع الوائدات
فاحيى الوئيد ولم يؤد
ادامه دارد

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه