مجلة ريحانة الالكترونية

القضاء على الاكتئاب نهائيا

كي لا يموت قلب الإنسان عليه أن يجعله في مستقر ومكان الصحيح، وأن يحيي قلبه بذكر الله والتفكر وهنا سؤال يطرح نفسه كيف نحيي القلب؟

الجواب: كما ورد عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: «عَلَيْكُم بالفِكْرِ؛ فإنَّهُ حَيَاة قَلْبِ البَصِير، ومَفَاتِيحِ أبْوَابِ الحِكْمَة » (1).

وجاء في الحديث الشريف علينا أن نفكر، ولكن هناك مشكلة في فهم هذه المفردة، أي أنّه لا يعرف كيف يفكر؟ فهنا يجب عليه أن يحظر في مجالس أهل البيت عليهم السلام، ويسمع ما روي عنهم، ويطبق ما يتعلمه منهم؛ لكي يكون سعيداً في الدارين.

وهنا أيضاً وردت رواية عن الإمام الرضا عليه السلام تعطي دستورا ً وقانوناً لكل بني البشر، حتى تغمر السعادة حياتهم، ويكون قلب الإنسان حياً، ومملوء بالخير والبركة، وقد روي عنه أنه قال: «مَن جَلَسَ مَجلِسا يُحيى فيهِ أمرُنا، لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القُلوُبُ» (2).

القلب هو العضو الوحيد الذي يموت، ويحيى ليس كباقي أعضاء الجسم، ففي القلب الأحاسيس والمشاعر التي يشعر بها الإنسان، وهذه الأحاسيس ربّما تموت أو تتغيّر حسب الظروف التي يمر بها الإنسان، أو يموت القلب. وفي هذه الحالة يصبح القلب في حالة خطرة؛ لأنّ موت القلب تعني موت الإنسان على قيد الحياة ولكنّهُ إنسان يعيش بلا إحساس أو مشاعر، فعندما يموت القلب تصبح حياة الإنسان ظلمة لا معنى لها، والعقل مهما كان يحتوي من علم وثقافة إلاّ أنّهُ يصبح عبارة عن جمجمة أو قوقعة فارغة، والروح تصبح ليس لها معنى، فالقلب هي صورة الإنسان، فإن ذَهَبَ قلبهُ فقد ذَهَبَ الإنسان بأكمله.

فالمشاركة في مجالس أهل البيت عليه السلام تجعل القلب في حيوية وسعادة، وهذا ما يدفع الهمّ والكئابة عن الإنسان، وتجعله يفكر، ويسعى في الوصول إلى الكمال المطلوب.

وكما هو مجرب عند جميع الشيعة الإمامية، ويختصون بهم دون غيرهم، أنهم ينغمرون في فرحة لا توصف، وذلك عندما يجلسون في مجالس التي يحيى فيها أمر أهل البيت عليهم السلام، ويُذكر فيها فضائلهم، خاصة عندما يستمعون إلى فضائل مولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه، وخصوصا عندما يسمعون عن بطولاته في الحروب وما حدث بينه وبين الأبطال، وكيف انتصر عليهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج 78، ص 115.

2ـ وسائل الشيعه: ج ۴۴ ، ص ۲۷۸.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه