مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

لعظمة ثواب القرض ، فقد وصف في بعض الأحاديث الشريفة بأنّه غنيمة ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام

: « قرض المؤمن غنيمة وتعجيل أجر ، إن أيسر قضاك ، وإن مات قبل ذلك احتسبت به من الزكاة » (1).
وقد قام أئمة أهل البيت : بوظيفتهم التكافلية خير قيام على الرغم من ترّبص السلطات الحاكمة بهم ، وسعيها للحيلولة دون إيصال الحقوق الشرعية إليهم بشتى السُبل والوسائل. ومع كل ذلك فقد رفدوا المحتاجين والمعسرين بما يحتاجون إليه ، واضطلعوا بوظيفة التكافل في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد.
روي أنّه : « جاء رجل إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقال له : يا أبا عبدالله ، قرض إلى ميسرة ، فقال له أبو عبدالله عليه‌السلام : إلى غلّة تدرك ؟ فقال الرجل : لا والله ، قال : فإلى تجارة تؤبُّ ؟ قال : لا والله ، قال : فإلى عقدة تباع ؟ فقال : لا والله. فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : فأنت ممّن جعل الله له في أموالنا حقّاً ثمّ دعا بكيس فيه دراهم فأدخل يده فيه ، فناوله منه قبضه ، ثمّ قال له : أتّق الله ولا تسرف ولا تقتر ، ولكن بين ذلك قواماً.... » (2).
وقد ورد في الشريعة التأكيد على جزيل الثواب لمن يقرض المعسرين من جانب ، ومن جانب آخر نجد حثاً على إنظار المعسرين بعد إقراضهم ، فهنا ترغيب آخر للمقرض بأن عليه أن يُنظر المعسر الذي أقرضه ، وأن يمهله حتى تمكنه الظروف من تسديد دينه ، وفي هذا الإمهال ـ أيضاً ـ ثوابٌ جزيل.
عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أنظر معسراً كان له على الله عزّ وجلّ في كلّ يوم صدقة ، بمثل ماله حتى يستوفيه » (3).
ومن جهة التحذير أو الإنذار الذي يسير في خطّ متوازٍ مع الترغيب ، حذّرت الشريعة من نذر الشؤم لكل من يحجم عن إسعاف إخوانه مع قدرته على ذلك ، قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في معرض التحذير : « من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل ، حرّم الله عليه ريح الجنّة » (4).
***************************
(1) الكافي ٣ : ٥٥٨ / ١ ، باب القرض أنه حِمى الزكاة من كتاب الزكاة.
(2) الكافي ٣ : ٥٠١ / ١٤ باب قرض الزكاة وما يجب في المال من الحقوق ، من كتاب الزكاة.
(3) الكافي ٤ : ٣٥ / ٤ ، باب إنظار المعسر ، من أبواب الزكاة.
(4) من لا يحضره الفقيه ٤ : ١٥.