مجلة ريحانة الالكترونية

القرآن الكريم ومريم بنت عمران

هناك سورة كاملة وردت في القرآن الكريم باسم امرأة عظمية وجليلة القدر، وقد اهتم القرآن الكريم في بيان مقامها وحفظ قدسيتها. نعم، هي السيدة مريم بنت عمران عليها السلام والسورة هي باسمها (مريم)، وتوجد سورة أخرى باسم أسرتها الكريمة وهي سورة آل عمران سميت بهذا الاسم؛ لورود قصة تلك الأسرة العريقة والفاضلة فيها، أي سيّدنا عمران عليه السلام وهو والد السيدة العذراء مريم أمّ نبي الله عيسى عليهما السلام، وما تجلّى فيها من مظاهر القدرة الإلهية والإعجاز بولادة مريم وابنها عيسى عليهما السلام.

ونقرأ في الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في فضل قراءة سورة مريم، كما جاء عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: «مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ مَرْيَمَ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُصِيبَ مَا يُغْنِيهِ فِي نَفْسِهِ ومَالِهِ ووُلْدِهِ، وكَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَأُعْطِيَ فِي الْآخِرَةِ مِثْلَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فِي الدُّنْيَا». (1)

كل ذلك بفضل قراءة هذه السورة المباركة وإن هذا الغنى المذكور في الآية الكريمة وعدم الاحتياج يقتبسه الإنسان من محتوى هذه السورة المباركة ومن سريانها في أعماق روح الإنسان، وانعاكسها من خلال أعماله وأقواله وسلوكه، ومدى تأثيرها على روح الإنسان التي تجعله غني في نفسه وماله وولده لما يتبين من قراءة هذه السورة كيف ينصر الله عباده المخلصين، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.

وروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: «من قرأها أعطي من الأجر بعدد من صدق بزكريا، وكذب به، ويحيى، ومريم، وعيسى، وموسى، وهارون، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، عشر حسنات، وبعدد من دعى لله ولدا، وبعدد من لم يدع له ولدا». (2)

إن هذا الحديث  في الحقيقة  دعوة إلى السعي والجد في خطين مختلفين: خط مساندة ودعم الأنبياء والطاهرين والخيرين، والآخر خط محاربة المشركين والمنحرفين والفاسقين؛ لأنا نعلم أن هذه المكافئات والعطايا الجزيلة لا تعطى لمن يتلفظ كلمات السورة بلسانه فقط، ولا يعمل بأوامرها، بل إن هذه الألفاظ المقدسة مقدمة للعمل. (3)

وعَنِ الإمام الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «مَنْ كَتَبَهَا وجَعَلَهَا فِي إِنَاءِ زُجَاجٍ ضَيِّقِ الرَّأْسِ نَظِيفٍ، وَجَعَلَهَا فِي مَنْزِلِهِ كَثُرَ خَيْرُهُ، ويَرَى الْخَيْرَاتِ فِي مَنَامِهِ، كَمَا يَرَى أَهْلَهُ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا كُتِبَتْ عَلَى حَائِطِ الْبَيْتِ مَنَعَتْ طَوَارِقَهُ وَحَرَسَتْ مَا فِيهِ، وَإِذَا شَرِبَهَا الْخَائِفُ أَمِنَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى». (4)

كل هذه المعاني نجدها مذكورة في السورة من خلال القصص التي ذكرت في هذه السورة المباركة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البرهان: ج 3، ص 695.

2ـ مجمع البيان: ج 6، ص 397.

3ـ الأمثل: ج 9، ص 401.

4ـ البرهان: ج 3، ص 695.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه