مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

عصب الشيء عصباً من باب ضرب ، شده بالعصب والحبل ،

والعصب بفتحتين : أطناب منتشرة في الجسم كله وبها تكون الحركة والحس ، والعصبية قد استعير للتحامي عن الشيء وأخذ جانبه والمدافعة عنه والمراد بها هنا : حالة حب وعلقة باطنة في النفس تدعوا صاحبها إلى التحامي عن مورد حبه ومتعلق ودّه.

 

وتنقسم إلى قسمين : مذموم وممدوح ، والأول هو ما يقتضي التحامي عن الشيء بغير حق ، كأن يتحامى عن قومه وعشيرته وأصحابه في ظلمهم وباطلهم ، أو عن مذهبه وملته مع علمه بفساده ، أو عن مطلب ومسألة بلا علم بصحته ، أو مع العلم ببطلانه لكونه قوله ومختاره مثلاً وهكذا.

والثاني : هو التعصب في الدين والحماية عنه ، وكذا في كل أمر حق كالعلوم والمعارف الاسلامية والأعمال والسنن الدينية التي قد علم صحتها وحقيقتها ، بل والحماية عن أهل الحق والدين ودعاتهما ورعاتهما ، وكذا التحامي عن الأقوام وغيرهم مع العلم بحقيتهم وصدقهم. ثم إن مما يلازم العصبية التفاخر بما يتعصب له وحكمه حكمها.

وقد ورد في النصوص : أنه من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الأيمان من عنقه (1) ( الربقة : عروة الحبل والحديث ذو مراتب ، فمن ادعى مقاماً ليس له كالنبوة والإمامة والقضاوة ونحوها وتحامى عنه غيره قولاً أو عملاً أو قلباً ، فكلاهما خلعاً ربقة الإيمان من عنقهما أي : خرجا عن الإيمان بالكلية في بعض الموارد أو عن كماله في بعضها الآخر ).

وأنه : من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (2).

وأن من تعصب عصبه الله بعصابة من نار (3).

وأن العصبية التي يأثم صاحبها : أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم (4).

وأن النبي 6 كان يتعوذ في كل يوم من الحمية.

وأن الله يعذب العرب بالعصبية (5).

وأنه أهلك الناس ، طلب الفخر (6).

وأنه : ألق من الناس المفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم (7).

وأن الفخر بالأنساب من عمل الجاهلية (8).

وأن النبي 6 خطب يوم فتح مكة ، وقال : إن الله قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية والتفاخر بآبائها وعشائرها ، إنكم من آدم ، وآدم من طين ، وخيركم أتقاكم (9).

وأنه ما لابن آدم والفخز ، أوله نطفة وآخره جيفة (10).

 

________________________________

 

1 ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٨٣.

2 ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٦ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٨٤.

3 ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ جامع الأخبار : ص١٦٢.

4 ـ الكافي : ج٢ ، ص٣٠٨ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٨ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٨٨.

5 ـ الكافي : ج٨ ، ص١٦٢ ـ الخصال : ص٣٢٥ ـ وسائل الشيعة : ج١١ ، ص٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج٢ ، ص١٠٨ وج٧٢ ، ص١٩٠ وج٧٥ ، ص٣٣٩ وج٧٨ ، ص٥٩.

6 ـ الخصال : ص٦٩ ـ بحار الأنوار : ج٧٢ ، ص٣٩.

7 ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٩١.

8 ـ وسائل الشيعة : ج٥ ، ص١٦٩ وج١١ ، ص٣٣٥ ـ بحار الأنوار : ج٥٨ ، ص٣١٥ وج٧٣ ، ص٢٩١.

9 ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٩٣.

10 ـ نهج البلاغة : الحكمة ٤٥٤ ـ بحار الأنوار : ج٧٣ ، ص٢٩٤.