الطفل الصامت يجعل أمه أو أباه يشعران بالوحدة . أنهما بعيدان عن حياة طفلهما. ولا يستطيعان مصادقته. وحتى ولو تكلم الطفل فان بعض الآباء يعترفون بخيبة الأمل التي تنتابهم من سطحية نقاشاتهم .
يقول والد شين "7 سنوات" لا أتابع كثيراً ما يقوله ابني، فهو لا يتحدث سوى عن بوكمون أو آخر عروض التليفزيون. أشعر بالذنب أنني أقول له هذا ولكن الحديث معه ممل.
ما يجب أن نفهمه:
إذا انقلب طفل ثرثار إلى الهدوء فجأة فان تلك اشارة على حدوث شيء ما في حياته يستحق الانتباه إليه. ولكن معظم الأطفال الصغار يحتفظون بأفكارهم لانفسهم والحقيقة أن الأطفال يتفاوتون في نمو مهارات التواصل واللغة في تذكر الأشياء، وفي القدرة على اكمال قصة، وعلى ترتيب الأفكار واختيار الكلمات الصحيحة لوصف شيء ما. كل هذه المهارات يتعلمها الطفل في مراحل مختلفة ويختلف التوقيت من طفل لآخر.
الجانب الإيجابي:
إن عدم ثرثرة طفلك لا تعني أن مخه خال من الأفكار والمعلومات، الأطفال قليلو الكلام يعبرون عن أنفسهم بالحركات أكثر من الكلمات وهناك طرق عديدة يعبر بها هذا الطفل عن حبه لوالديه مثل الحضن الدافىء أو القيام بعمل جيد دون أن يطلب منه ذلك أو الاهتمام بما يقوله أو يريده الولدان :
العمل:
والد أحد الأطفال الصامتين لاحظ أن ابنه "اندرو يحب الحديث أثناء استحمامه، ويضيف حينها نسمع ونعرف الأطفال الجيدين في المدرسة. ما الذي لا يحبه في مدرسته، وهكذا لذا فان هذا الأب المنتبه خلق نظاماً يتركز حول وقت الاستحمام فهو يأخذ مقعداً بجانب البانيو ويجعل ابنه مسترسلاً في الاستحمام واللعب والكلام.
عندما كان عمر أندور 7 سنوات كان يريد المزيد من الخصوصية "لذا كنا نتحدث من خلف ستارة الحمام" .
ولكل طفل وقت يحب أن يتحدث فيه، لذا حاولي أن تعرفيه وتفتحي معه النقاش، وحاولي أن تتواجدي في الزمان والمكان المناسبين ربما يحب التحدث أثناء رحلة الذهاب إلى المدرسة في الصباح، أو في المساء قبيل النوم. كوني متفتحة جاهزة مستعدة لسماح ما يدور في ذهنه.
يجد العديد من الأطفال أن الكلام يكون مريحاً عندما يعملون أشياء أخرى في الوقت نفسه. أسألي أسئلة مباشرة وربما لن تحصلي على اجابات مباشرة ولكن اجذبي طفلك إلى عالمك اطلبي منه المساعدة في ترتيب المطبخ، أو اطلبي منه مشاركتك في رسم صورة ، أو أي شيء يشجعه على التواصل معك .
