مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قد فرض الله تعالى الزَّكاة لحكمة عظيمة ، وغاية سامية تتعلّق بمواساة الفقراء ،

وإسعاف ذوي الحاجات ، وتقوية أواصر المودة بين الأغنياء والفقراء ، والتقريب بين طبقات وفئات المجتمع ، ومعالجة أخطار الفقر الذي يعتبر أخطر شيء يهدد كيان الأمة ، ثم إنّ الزكاة تطهر نفوس الأغنياء من الشح والبخل ، قال تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا... ) (١).
وفي المقابل تقلع من نفوس الفقراء البغضاء ، والحقد ، والكراهية ضد الأغنياء. وفي هذا الصدد يُسلط أئمة آل البيت : الأضواء على وجه الزكاة وحكمتها ، ويكشفوا لنا عن علل عميقة بخصوصها ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّما وضعت الزكاة اختبارا للأغنياء ومعونة للفقراء ، ولو أنّ الناس أدوّا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً ، ولاستغنى بما فرض الله عزّ وجلّ له ، وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء » (٢).
وعن الإمام الكاظم عليه‌السلام : « إنّما وضعت الزكاة قوتا للفقراء ، وتوفيراً لأموال الأغنياء » (٣).
وقد حدّدت الشريعة موارد معيّنة لصرف أموال الزكاة ، منها : « الفقراء والمساكين ، والمراد بالفقير من لا يملك قوت سنته لنفسه وعائلته بالفعل أو بالقوة... والمسكين أسوأ حالاً من الفقير ، فهو لا يملك قوته اليومي. والغارم : وهو من عليه دين وعجز عن أدائه ، جاز أداء دينه من الزكاة ، وإن كان متمكناً من إغاثة نفسه وعائلته سنة كاملة بالفعل أو بالقوة.
كما تصرف الزكاة في سبيل الله : ويقصد به المصالح العامة للمسلمين كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمستشفيات وملاجئ الفقراء والمساجد والمدارس الدينية ونشر الكتب الإسلامية المفيدة وغير ذلك مما يحتاج إليه المسلمون.
********************
(١) سورة التوبة : ٩ / ١٠٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٧ / ١٥٧٩.
(٣) علل الشرائع ٢ : ٣٦٨ / ١ ، المكتبة الحيدرية ، ١٣٨٦ ه‍.