مجلة ريحانة الالكترونية

الحكمة والوعي.. ابرز صفات المرأة الناجحة في الحياة

المرأة الذكية الناجحة في حياتها هي التي تستطيع ان تتغلب على كثير من المشاكل دون ضجيج، امرأة تعرف جيداً معنى الآية القرآنية الكريمة "هنّ لباس لكم وانتم لباسٌ لهنّ"
هي المرأة التي تفهم ابعاد شخصية الرجل، وتتمتع بقدر وفير من الشفافية وتكون قادرة على معاونة زوجها في

اختيار قرارات حياتهما، دون ان تشعره بأي تسلّط او عناد او تحدٍ من جانبها، وتشعره ـ في كل لحظة من لحظات الحياة ـ ماذا يعني السكن والمودة والتعاون المشترك وهي بذلك تكون قادرة على التصرف في امور حياتها بنجاح، ولما كان هذا النجاح صعب التحقيق، فقد اقتصر على الفئة التي تتصف بالذكاء والوعي في المجتمع.
أن للتصرّف الحكيم، دورا بارزاً في حل المشاكل ومسك زمام الامور وهنا يأتي دور المرأة الواعية التي تتمتع بقدر واف من الشخصية بحيث تنتزع احترام الآخرين لها، الامر الذي يجعل كل من حولها يوافقها الرأي.. ويتأثر بأفكارها وسلوكها.. والحياة الزوجية تتطلب نوعاً من التكيف النفسي مع معطيات الحياة الجديدة، وهذا يعني تنازل كل منهما عن نمط حياته قبل الزواج، جزئياً في سبيل ارضاء الطرف الآخر.

ضرورة للدين والدنيا..
المرأة الصالحة ضرورة حتمية لكل باحث عن السعادة، وكل راغب في حياة شريفة، وكل تقي يأمل في آخره كريمة، انها ضرورة للدين والدنيا وللفرد والجماعة، وللاسرة والامة، فحري بكل شاب صالح ان لايرضى عن الزوجة الصالحة بديلاً، فالصالحات للصالحين والخبيثات للخبيثين.
والمرأة الصالحة كنز لايفنى، من وجدها وجد السعادة، ومن فقدها فقد الكثير، والزوجة الصالحة تقرّب زوجها من الله تعالى، كما اشار الى ذلك رسولنا الكريم(صلى الله عليه وآله) حين قال: "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة".
وصلاح المرأة من سعادة ابن أدم وسوءها من شقائه، والسعيد في هذه الدنيا، من فاز بذات الدين وليس هناك صلاح بغير الدين، وذات الدين هي ذات الصلاح، فالزوجة بغير الدين نقمة وابتلاء وعناء وشقاء، ورسولنا العظيم(صلى الله عليه وآله) قد نهانا منذ اربعة عشر قرناً محذراً ومرشداً فهو القائل: "تنكح المرأة لأربع، لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، وهو(صلى الله عليه وآله) يؤكد بذلك، قوله تعالى: "ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم".

مواصفات ذات الدين...
فلا خير في غير ذات الدين، وليصغ لذلك من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أو سمع القول فاتبع أحسنه، وهل بعد قل الله ورسوله قول، وكلنا يعلم ان ذات الدين، صالحة مع ربّها، فالله غايتها، والرسول قائدها، والقرآن دستورها، وأهل البيت(عليهم السلام) قدوتها، ورضا الزوج اسمى أمانيها، لأنه من رضاء الله، فهي ملتزمه بأوامر ربها ورسوله في زيّها، فلا يظهر إلاّ وجهها وكفّها.
وهي مثال للوقار والعفة، فلا تخضع بالقول حتى لايطمع الذي في قلبه مرض، واختيار الزوجة الصالحة ضرورة مادية خاصة في هذا العصر حيث الاسعار المرتفعة والتكاليف الباهضة للزواج، التي لا تتوافر لدى كثير من شباب المسلمين، ولذلك فدين الزوج وخلقه وصلاح الزوجة وصلاح اهلها، كل ذلك يكون خير عون في التغلب على هذه المشكلة.
فالزوجة الصالحة ترضى وتقبل الزوج الصالح وإن كان فقيراً، وتعتقد أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وهي ترضى بالقليل الحلال، ولا تكثر من الطلبات والكمالايات وتقنع بالضروري فقط، ولا تنظر للأخريات من صديقاتها وجاراتها اللاتي يكلّفن ازواجهن ما لايطيقون، ولا ترغب في تقليدهن، وان الشباب الصالح، له خير مثل في الامام علي(عليه السلام) الذي اختار زوجة من أصلح زوجات الارض، وهي فاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت خير خلق الله(صلى الله عليه وآله)، فكانت نعم العون له في كل امور دينه ودنياه، فهي التي طحنت بالرحى حتى أثّر بيديها، واستقت بالقربة حتى اثّرت بنحرها، واوقدت تحت القدر حتى اصابها.
وتلك هي فاطمة(عليها السلام)، الزوجة الصالحة، بنت افضل البشر اجمعين، و سيدة نساء العالمين، وان التاريخ الاسلامي ليحفل بكثير من امثلة جيدة لنساء مسلمات صالحات، سرن على منهج فاطمة الزهراء(عليها السلام) وغيرها من الصدر الاول، وهذا يجعلنا نذكّر كل فتيات ونساء المسلمين بأن يكنّ على نفس المستوى من الصلاح في حياتهن الزوجية.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه