مجلة ريحانة الالكترونية

الحسد والعين

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.

يعتبر الحسد والعين من آفات النفس الإنسانيّة، حيث يشتركان في كونهما سلوكان خاطئان لما لهما من آثارٍ سيئة، وأضرارٍ وخيمة على الفرد والمجتمع، وهما تعبيرٌ عن تطلعات النفس الخبيثة وطمعها في زوال النعمة عن أصحابها، وعلى الرغم من اشتراكهما في عددٍ من الوجوه إلاّ أنّهما يختلفون عن بعضهم في وجوهٍ أخرى.
تعريف الحسد
الحسد هو تمنّي الحاسد زوال النعمة والخير الذي أفاضه الله تعالى عن المحسود، وربّما سعى هذا الحاسد لإزالتها ودفعها عن صاحبها، وقد ورد لفظ الحسد في القرآن الكريم في سورة الفلق في قوله تعالى:
(وَمِن شَرِ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .
تعريف العين
العين فمعناها إعجاب النفس الخبيثة ونظرها بالعين إلى الشخص، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله: (العينُ تُدخلُ الرجلَ القبْرَ، والجملُ القدرَ) .
وأما الاختلاف بين الحسد والعين
1 ـ الحسد أعم من العين، فلذلك يصحّ أن نقول أنّ كلّ عائنٍ حاسد، بينما لا يكون كلّ حاسدٍ عائن، ولذلك جاءت آيات القرآن الكريم في الاستعاذة من شرّ الحسد لشمول العين في معناه.
2ـ العين تكون على شيءٍ مشاهد وموجودٍ فعلاً، بينما لا يشترط ذلك في الحسد، فقد يحسد الإنسان ما لم يره، أو يحسد قبل وقوع الشيء.
3 ـ العين مصدرها إنقداح شرر النظر المرتبط بالنفس الخبيثة، أما الحسد فمصدره تمني النفس ورغباتها.
4 ـ العين قد يقع ضررها على من يحبهم الإنسان من ولدٍ أو مالٍ أو غير ذلك بل حتى على نفسه، بينما الحسد لا يقع على من يحبّ الإنسان.
5ـ العين أشدّ ضرراً من الحسد.
طرق الوقاية من الحسد والعين
أمّا طرق الوقاية من الحسد والعين فتكون من خلال أخفاء النعم ومن خلال ذكر الله تعالى فإذا رأى الإنسان من ماله أو ولده ما يعجبه دعا له بالبركة، وردّد قول:
(ما شاء الله لا قوة إلّا بالله)، وكذلك الاستعاذة بالله من شر العين والحسد بقراءة سورة الفلق والناس والكرسي دائماً.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه