مجلة ريحانة الالكترونية

الحجاب شعارالدين

لقد ظهر أمر جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ترك الحجاب لبعض النساء اللاتي كنّ يرتدينّ الحجاب، ولهنّ متابعين على الصفحات الاجتماعية. وهذا الأمر مؤسف جداً، ويجب دراسته لماذا

تصل المرأة لهذا الأمر؟ هل هي كانت من أول الأمر مقتنعة بفكرة الحجاب أو لا؟ كان تقليداً لوالدتها أو أقربائها؟ أو أثّرت عليها المواقع الاجتماعية سلباً؟ مثلا هل أحبت الشهرة؟ أو هل رغبت إلى عدم المبالاة في بعض المبادئ الأخلاقية؟

ولكن ما يجرح الفؤاد ظهور أشخاص لهم مساهمات ومشاركات في مواقع التواصل الاجتماعية والدفاع عن هذه الظاهرة باسم الإسلام والحرية وبعض الكلام الفارغ الذي لا أصل له.

وينكرون على من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر في بلاد الغرب وأمريكا خصوصاً في قضية الالتزام بالحجاب للنساء، ويستنكرون قضية الحجاب لاختصاصها بالنساء دون الرجال، ويعدون هذا الأمر نوع من التحرش الجنسي ضد المرأة، ويقولون ليس من العدل أن يكون الحجاب هو العلامة الحاسمة في معرفة تدين المرأة، ونتساهل مع الرجال لعدم كون علامة خاصة تدل على إسلامهم وتدينهم. وهذا شيء غريب من هؤلاء.

نجيب عليهم، ونقول لهم: كما ادعيتم بان المرأة هي التي بحجابها تدل على الإسلام، وتكون علامة واضحة بان من يلتزم الحجاب، فهو مسلم. فهذا يُعد فخراً للمرأة؛ لأن الحجاب أصبح من شعائر الإسلام والمرأة بتعظيمها لهذه الشعيرة تثاب، وتكون رائدة في نشر الإسلام وثقافته {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب}.(1)

وكما هو المعهود في كل العصور أن علم الدولة وشعار الدولة يحملوه الأقوى أو الشخص المميز وذو كفائة.

فنحن ننظر إلى المجتمع اإاسلامي اليوم، ونرى أن إحدى شعائره البارزة بيد المرأة. وهي التي بالتزامها لحجابها تكون الرائدة في نشر الإسلام، وهذا لا يعد ظلماً للمرأة، ولا تقيداً لحريتها، ولا يعد تحجيراً لدور المرأة، بل هو المثل الأعلى في جعلها رمزاً وذات قيمة وجعل حجابها شعاراً من شعائر الاسلام.

وعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قال: >كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته. فالإمام راع وهو المسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته. والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها. والخادم في مال سيده راع، وهو مسؤول عن رعيته. والرجل في مال أبيه راع، وهو مسؤول عن رعيته. وكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته<،(2) فهنا مسؤولية على عاتق الجميع في نشر مبادئ الإسلام وتثقيف الناس بفكر الإسلام الأصيل.

ونحن شاهدنا في عصرنا هذا أن الحجاب لا يمنع من تقدم المرأة، بل هناك نساء بارعات ومحجبات وملتزمات وناجحات في جميع المجالات العلمية والاجتماعية وحتى الرياضية.

ــــ

1ـ سورة الحج: 32.

2ـ عوالي اللئالي: ج 1، ص 129.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه