مجلة ريحانة الالكترونية

الحب بين الزوجين.. لا غنى عنه

كلمة "أحبك" ليست خاصة بالمراهقين أو عشاق السينما كما يظن البعض.. وإنما كلمة رائعة ساحرة

تشعل لهيب المشاعر بين المتزوجين وتزيد من رغبة كل منهم في الآخر، وتجعل الحياة أكثر حيوية وانتعاشا، وتقي شر الإصابة بقسوة المشاعر والجفاف العاطفي الذي من شأنه جعل الحياة الزوجية كئيبة مملة لا تجديد ولا تغيير فيها، كما يجعل أبسط خلاف بين الزوجين يتفاقم سريعا ويصبح مشكلة كبيرة   لها تبعات كثيرة يصعب علاجها في بعض الأحيان..

 

لقد أنعم الله تعالى على  بني آدم بنعمة المشاعر التي لا تُروَى ولا تنمو إلا في إطار الزواج الشرعي، وما يغذي تلك المشاعر ويحركها بل ويشعلها الحب قولًا وفعلًا، حيث يساعد في تحقيق المودة والرحمة والسكن بين الزوجين، ويعينهما على التحمل والصبر على أعباء وضغوط الحياة التي لا تنتهي..

فماذا يخسر الزوج إذا قال لزوجته همسًا أو جهرًا: "أحبك"؟.. ماذا  يضير الزوجة إذا عبرت لزوجها  بمناسبة أو بدون مناسبة عن حبها له وسعادتها بوجوده في حياتها وامتنانها لكل معروف وجهد يبذله من أجلها؟..

بالطبع لن يخسرا شيئا ، بل على العكس، سيزداد كل منهما تعلقا بالآخر، وسيصبحان أكثر تسامحا وتراحما وإقبالا على الحياة وأكثر تحملا لما يواجهان من صعاب على المستويات كافة..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"، رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني..

فإذا كان الإعلان عن الحب مستحبًا بين الأخوة والأصدقاء، فما بالنا بالحب وأهمية الإفصاح عنه بين المتزوجين..

وها هو صلى الله عليه وسلم  قد كشف عن عواطفه ومشاعره أمام الناس  حينما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: أيُّ الناسِ أحَبُّ إليك؟ قال: "عائشة"، رواه البخاري.

 فقد كان الحب يملأ حياة النبي الذي لنا فيه أسوة حسنة، فضرب لنا أروع الأمثلة، وأجمل المواقف، وأفضل التعامل، وأندى العلاقات للحياة الزوجية، فلم يخجل، أو يضعف بل كان قويا حكيما رحيما، فأخرج مشاعره صلى الله عليه وسلم من حيز القلب إلى الكون الواسع بالقول والفعل..

فكان صلى الله عليه وسلم كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:  "فيضع فاه على موضع فيَّ، فيشرب، وأَتَعَرَّق العَرَق وأنا حائض، ثم أُنَاوِلُه النبي، فيَضَع فاه على موضع فيَّ"، رواه مسلم.

وكان ينفرد صلى الله عليه وسلم بزوجته عن المسافرين ليخوض معها سباقا تسبقه مرة ويسبقها تارة فيضحك عليه الصلاة والسلام ويقول "هذه بتلك" رواه أبو داود، وابن حبان، وصححه الألباني..

وكان صلى الله عليه وسلم ينام على فخذ زوجته: "ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام" رواه البخاري..

فما أروع أن يكون كل من الزوجين سخيا في الحب، لا يبخل أحدهما بجميل مشاعره  على الآخر حتى يتحقق الاكتفاء والاستغناء ولا يضطر أحدهما إلى البحث عن الحب خارج البيت بشكل غير شرعي يغضب الله ورسوله..

فإن لم تسمع الزوجة من زوجها حلو الكلام وأطيبه لتشعر بالحنان والأمان فممن تسمع ومن يملأ الفراغ العاطفي الذي تعيشه؟.. وكذلك الزوجة، مَن غير زوجها من الممكن أن يطرب قلبها وأذنيها بعبارات الحب والغزل ويحتويها ويحنو عليها؟..

فكما أن الزهرة تحتاج إلى تربة خصبة وماء وهواء ورعاية دائمة حتى تنمو ويفوح أريجها.. المشاعر أيضًا لابد من سقيها بالحب  المتجدد وعدم إهمالها حتى لا تذبل وتجف وحتى لا تجعل الحياة الزوجية قاسية خانقة لا روح فيها يرجى النجاة منها في أسرع وقت.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه