مجلة ريحانة الالكترونية

التطفّل

واحدة من المكوّنات الأساسيّة للنموّ البدني للأطفال هو اللعب معهم ويمكن أنْ نعتمد في هذه الألعاب على الإبداع ومواهب الأطفال.

وفي الوقت نفسه، فإنَّ دور الوالدين والكبار مهمّة للغاية في التأثير على لعب الأطفال وتشجيعهم على ممارسة اللعب. وللحصول على هذه الغاية يمكن للوالدين المشاركة في لعبة الأطفال واللعب معهم، وبالإضافة إلى ذلك القضاء على وحدة الأطفال الذي قد يحصل عندما لا يكون طفلاً يُشاركه في اللعب وإيجاد تأثيرٍ إيجابيٍ على حَيَويّة ونشاط الطفل وحبّه لوالديه وخلق جوٍ حميمة بينهم، ولهذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يشارك الأطفال في اللعب وكان يقول: «مَن کانَ عِندَهُ صَبِیٌ فَلیَتَصابَ لَه» ( )،ولم يكن يعتبر نفسه مستثناةً من هذه القضية وكان (صلى الله عليه وآله) يلعب مع الأطفال.
هنا نقطة مهمّة لابد من ملاحضتها وهي تقديم الأهم على المهم، ففي رواية عَنْ یَعْلَي الْعَامِرِيّ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ (صلَىّ اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) إِلَى‌ طَعَامٍ دُعيَ إِلَیْهِ، فَإِذَا هُوَ بِحُسَیْنٍ (عَلَيهِ الْسَلَامِ) یَلْعَبُ مَعَ الصِّبْیَانِ، فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ (صلَىّ اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) أَمَامَ الْقَوْمِ ثُمَّ بَسَطَ یَدَیْهِ فَطَفَرَ الصَّبِيُّ هَهُنَا مَرَّةً وَهَهُنَا مَرَّةً، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلَىّ اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) یُضَاحِکُهُ حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى یَدَیْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ، وَالْأُخْرَى تَحْتَ قَفَائِهِ، وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِیهِ وَقَبَّلَه ( ). فالنبيّ (صلى الله عليه وآله) عندما تقدّم للحسين (عليه السلام) أمام القوم وهو صبيّ، ولعب معه ولاطفه،كأنّه يُريد أن يُبيّن مدى أهميّة التربية العملية للطفل وإنّ هذه التربية لها التأثير الأكبر والأكثر من التربية الكلامية وكذلك يمكن فهم هذا المطلب بأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) قوّى شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا الحركة.
فالنقطة الأخرى هي أنّه بناء شخصية الصبيّ لابد أن تكون متناسبة مع عمره ليكون متناسباً مع نمو الطفل الجسدي؛ لأنّه عندما يكبر الصبيّ في العمر لابد أن يدخل وينخرط في المجتمع ويتعامل معها ولو لم يكن له شخصيةً متناسبةً مع عمره وجسده سيواجه مشاكل في التعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه وخاصةً الصبيان الذين في عمره.
فملاحظة أمورٍ مثل كيفية اللعب، الأخلاق، التعامل مع الطفل أمام الآخرين، تبني شخصية الطفل بأحسن شكل ممكن.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه