مجلة ريحانة الالكترونية

البخل خصلة مذمومة

المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص113-116.

البخل من ثمرات حب الدنيا و نتائجه ، و هو من خبائث الصفات و رذائل الأخلاق ، و لذا ورد في ذمه ما ورد من الآيات و الأخبار.
قال اللّه سبحانه : {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء : 37] ، و قال تعالى : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 180].


وقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : ?إياكم و الشح ، فإنه أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ?.
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا شي‏ء الملكة ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?البخيل بعيد من اللّه ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار، و جاهل ، سخي أحب إلى اللّه من عابد بخيل ، و أدوى الداء البخل ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?الموبقات ثلاث : شح مطاع ، وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?إن اللّه يبغض‏ الشيخ الزاني ، والبخيل المنان ، والمعيل المختال ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?إياكم والشح ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح ، أمرهم بالكذب فكذبوا ، وأمرهم بالظلم فظلموا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?البخل شجرة تنبت في النار، فلا يلج النار إلا بخيل ?.


وقال : ?خلق البخل من مقته ، وجعل رأسه راسخا في أصل شجرة الزقوم ، و دلى بعض أغصانها إلى الدنيا ، فمن تعلق بغصن منها أدخله النار ، ألا إن البخل من الكفر، و الكفر في النار ?.


وقتل في الجهاد رجل من أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فبكته باكية و قالت : وا شهيداه! فقال النبي (صلى اللّه عليه و آله) : ?ما يدريك أنه شهيد؟ ، فلعله كان يتكلم بما لا يعنيه أو يبخل بما لا ينقصه ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?إن اللّه يبغض البخيل في حياته ، و السخي عند موته ? ، وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?السخي الجهول أحب إلى اللّه عز و جل من العابد البخيل ? ، وقال : ?الشح والإيمان لا يجتمعان في قلب واحد ? ، وقال أيضا : ?خصلتان لا تجتمعان في مؤمن : البخل و سوء الخلق ? ، و قال (صلى اللّه عليه و آله) : ?لا ينبغي للمؤمن أن يكون بخيلا ولا جبانا ?.


وقال (صلى اللّه عليه و آله) : ?يقول قائلكم : الشحيح أعذر من الظالم ، وأي ظلم أظلم عند اللّه من الشح؟ ، حلف اللّه بعزته و عظمته و جلاله لا يدخل الجنة شحيح و لا بخيل ? ، وقال : ?اللهم إني أعوذ بك من البخل! ?.


وروى : ?أنه (صلى اللّه عليه و آله) كان يطوف بالبيت ، فإذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : بحرمة هذا البيت إلا غفرت لي ذنبي! قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : و ما ذنبك؟ ، صفه لي ، قال : هو أعظم من أن أصفه لك ، قال ويحك! ذنبك أعظم أم الأرضون؟ قال : بل ذنبي يا رسول اللّه ، قال (صلى اللّه عليه و آله) ويحك! ذنبك أعظم أم الجبال؟ ، قال : بل ذنبي يا رسول اللّه ، قال (صلى اللّه عليه و آله) : فذنبك أعظم أم البحار؟ ، قال : بل ذنبي يا رسول اللّه قال (صلى اللّه عليه و آله) : فذنبك أعظم أم السماوات؟ ، قال : بل ذنبي يا رسول اللّه قال : ذنبك أعظم أم اللّه؟ ، قال : بل اللّه أعظم و أعلى و أجل ، قال : ويحك اتصف لي ذنبك قال : يا رسول اللّه ، إني رجل ذو ثروة من المال ، و أن السائل ليأتيني ليسألني فكأنما يستقبلني بشعلة من النار ، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إليك عني! لا تحرقني بنارك! فو الذي بعثني بالهداية والكرامة ، لو قمت بين الركن و المقام ، ثم صليت ألفى ألف عام ، و بكيت حتى تجري من دموعك الأنهار و تسقي بها الأشجار، ثم مت و أنت لئيم ، لأكبك اللّه في النار! ويحك! أ ما علمت أن اللّه يقول : {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ } [محمد : 38]، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الحشر: 9] ‏؟! .


وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ?سيأتي على الناس زمان عضوض ، يعض المؤمن على ما في يديه ، و لم يؤمر بذلك ، قال اللّه تعالى : {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } [البقرة : 237] ‏ .


وروى : ?أنه ما من صباح إلا و قد وكل اللّه تعالى ملكين يناديان : اللهم اجعل لكل ممسك تلفا ، ولكل منفق خلفا! ?.


والأخبار في ذم البخل أكثر من أن تحصى ، مع أن تضمنه للمفاسد الدنيوية و الأخروية مما يحكم به الوجدان و لا يحتاج إلى دليل و برهان ، حتى أن النظر إلى البخيل يقسى القلب ، ومن كان له صفاء سريرة ، يكرب قلبه ويظلم من ملاقاته وقد قيل : (أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه).

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه