مجلة ريحانة الالكترونية

الاشباع العاطفي أين ومتى نجده ؟

قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَـلَقَ لَـكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنـُوا إِلَيْهَـا

وَجَعَـلَ بَيْنَكُمْ مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
الاشباع العاطفي ومتى نجده

 

ذات يوم نظرت الزوجة لزوجها وقالت له بصوت مبحوح وكله حياء :
إن جارنا يُقبل زوجته في كل صباح وهو ذاهب للعمل ، فلماذا لا تفعل مثله ؟
رد عليها بقسوة وتسرع : ولكنني لا أكاد أعرفه !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع شديد الأسف هذا الفتور وهذه الفجوة بين الزوجين تكاد تكون واقع أكثر البيوتات في مجتمعاتنا ! ولكن السؤال المُلح والمنطقي ، ما أسباب هذه الفجوة وهذا الفتور ؟
لعل الأسباب كثيرة تختلف من بيت إلى آخر ولكن من أهم الأسباب كما أرى :
السبب الأول :
ربما بسبب إستهلاك العاطفة بين الزوجين في المدة التي تسبق الزواج ، وهي ما تُعرف عندنا بفترة الخطوبة .
ففي هذه الفترة يتسابق كل منهما لإفراغ ما لديه من عاطفة لتحسين صورته أو لنيل أعلى درجات الرضا والقبول للآخر .
من هنا تكمن هذه الفترة حرجة للطرفين ، قد ينجح البعض فيها وقد يسقط ويفشل ، ولهذا من الأفضل هو السعي بجد وتخطيط لعدم ترك مدة ما قبل الدخول والزواج (أي فترة الخطوبة) مدة طويلة كما نشاهد هذه الأيام في مجتمعاتنا ، ففي بعض الحالات تستمر لسنوات وهذه قد تصبح كارثة تزلزل العش الزوجي في المستقبل ، حيث مع طول المدة أيضاً تبرز بعض الإشكاليات والسلبيات والمشاكل والتي تنتهي في الغالب إلى الطلاق والعياذ بالله .
إذن ما هي المدة المقبولة والمعقولة لـ فترة الخطوبة ؟
في تصوري الشخصي أن لا تتجاوز المدة لفترة الخطوبة الستة أشهر ، ما لم يكن هناك سبب حرجا مثلاً ، ففي الستة أشهر المدة الكافية للرجل والمرأة للإعداد والتجهيز لإقامة الزواج والإجتماع تحت سقف واحد .
السبب الثاني :
إتساع الفجوة بين الزوجين وكثرة المشاكل .
فمع وجود المشاكل بين الزوجين تتوقف شرايين الإمداد العاطفي عن العطاء ، وحينها ينقطع التبادل الطبيعي من الحب والمودة والرحمة وتبرز حالات النفور وفي بعض الحالات إلى الكره الأعمى .
السبب الثالث :
الزواج المصلحي ، أي القائم على المصلحة !
وهذا النوع مع الأسف دارج هذه الأيام في أوساط بعض شبابنا ، فهو ينظر للزواج كأحد الكماليات كالسيارة والجوال والكمبيوتر !!
بالإضافة لوجود تشجيع غير طبيعي من أصدقاء السوء كما يحدث أحياناً !
وبالتالي تصطدم الأمنيات والأحلام لكل منهما ، فالمرأة تريد الإستقرار والدفئ والحماية من الرجل ، والرجل يتطلع لمساهمة الزوجة الموظفة في تخفيف عبئ المصاريف ومتطلبات الحياة !!
ومما يفهم من كثير الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، أن هذا النوع من الزواج يفتقد للبركة والتسديد السماوي له والإستمرار ، حيث جاء في الأحاديث المتواترة عن أهل بيت العصمة ، النهي من الزواج لأجل المصلحة ، ففي الخبر : من تزوج إمرأة لمالها أو لجمالها .. حرمه الله من مالها وجمالها .
وفي المقابل نجد الحث والتشجيع في الروايات على الزواج من صاحبة الدين أو ما يطلق عليه في الأخبار بالمؤمنة فتأمل .
ولا يعني من هذا العرض النهي من الزواج من المرأة الموظفة والمدرسة وما أشبه ، وإنما العبرة أن تكون مقدمات الزواج تتمتع بالإخلاص والوفاء والصدق وحسن النية .
السبب الرابع :
يقول به البعض .. أن وجود الأولاد مع ديمومة العشرة الزوجية سبباً في الجفاف والفتور العاطفي .
وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلة ، لما قد صرحت به الآيات في القرآن الكريم حين تصف الأولاد بالزينة في الحياة الزوجية ، ومن أن الرجل لا يبتغي الأولاد إلا من زوجة يحمل لها في قلبه أعلى درجات المشاعر والحب الكبير .
ولكن يبدو لي أن هناك سبباً قد يعلن حالة الجفاف العاطفي ، وحالة النفور بين الزوجين ، وهو عدم قناعة أحدهما بالآخر ، مما قد يسبب تصدع الحياة الزوجية وربما يحصل الفراق والعياذ بالله .

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه