مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية
مدة القرائة 3 دقائق
عندما يطّلع الإنسان على الثواب الذي جعله الله سبحانه وتعالى لأعمال بعض الأيام الخاصة في السنة يقف متحيراً أمام عظمة جبّار السماوات والأرض وكيف سبحانه وتعالى يريد أن يأخذ بيد عبده إلى ذلك المقام الرفيع،
ويجعله في أعلى العليين كأنّه يبحث عن ذريعة لإعطاء هذا الثواب الجزيل له، كما جاء في الخبر عن الإمام امير المؤمنين صلوات الله عليه: (إنّ أوّل رحمة نزلت من السّماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك اللّيلة فله عبادة مائة سنة، صام نهارها وقام ليلها، وأيّما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربّهم عزّ وجلّ لم يتفرّقوا حتّى يعطوا سؤلهم، وينزّل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة يضع منها تسعة وتسعين في حلق الذّاكرين، والصائمين في ذلك اليوم، والقائمين في تلك الليلة).(1)
وقال أبو جعفر عليه ‌السلام : (لما أراد الله عزوجل أن يخلق الأرض أمر الرياح الأربع، فضربن متن الماء حتى صار موجا، ثم أزبد، فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحا الأرض من تحته، وهو قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا﴾،(2) فأول بقعة خلقت من الأرض الكعبة، ثم مدت الأرض منها).(3)
ويقصد بدحو الأرض ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾،(4) إنها كانت في البداية مغطاة بمياه الأمطار الغزيرة التي انهمرت عليها من مدة طويلة، ثم استقرت تلك المياه تدريجيا في منخفضات الأرض، فشكّلت البحار والمحيطات، فيما علت اليابسة على أطرافها، وتوسعت تدريجيا، حتى وصلت لما هي عليه الآن من شكل، وحدث ذلك بعد خلق السماء والأرض.(5)
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْقَلِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو الْحَسَنِ ـ يَعْنِي الامام الرِّضَا عليه السَّلام ـ فِي يَوْمِ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، فَقَالَ: " صُومُوا ، فَإِنِّي أَصْبَحْتُ صَائِماً " .
قُلْنَا: جُعِلْنَا فِدَاكَ، أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟
قَالَ: "يَوْمٌ نُشِرَتْ فِيهِ‏ الرَّحْمَةُ، وَدُحِيَتْ فِيهِ الْأَرْضُ، ونُصِبَتْ فِيهِ الْكَعْبَةُ، وَهَبَطَ فِيهِ آدَمُ عليه السَّلام".(6)
ولهذا اليوم العظيم أعمال وأدعية مذكورة في الكتب المختصة لهذه المناسبات، ومن  أفضلها كتاب مفاتيح الجنان للمحدث القمي الذي يوجد فيه تفاصيل أعمال هذا اليوم، فليراجع هناك.


1ـ الإقبال بالاعمال الحسنة: ج2، ص 27.
2ـ سورة آل عمران: 96.
3 ـ من لا يحضره الفقيه: ج2، ص 241.
4ـ سورة النازعات: 30.
5ـ تفسير الأمثل: ج 19، ص 393.
6ـ وسائل الشيعة: ج10، ص 451.