مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

الانسان عندما يرزق أو يمنع إنما هو مورد اختبار

وامتحان.
يرزقه ليرى شكره.
ويمنعه ليرى صبره.
ومن وراء ذلك وفي كلتا المرحلتين يجازيه بالنعيم أو بالجحيم.
وصحيح ان مظاهر الأكرام بالإنعام والعطاء.
ولكن الاهانة ليست بتقدير الرزق والمنع ، بل الاهانة يستحقها الفرد لعدم قيامه بما يفرضه عليه الواجب الإجتماعي العام اتجاه من هو ضعيف.
وتبدأ الآيات في ختام المطاف تعرض نماذج تتجسد فيها الحاجة إلى الغير والتي بتركها يستحق الإنسان الإهانة وعدم التقدير :
( كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين * وتأكلون التراث أكلا لما * وتحبون المال حباً جما ).
( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) :
عدم اكرام اليتيم نموذج من نماذج اهانة الإنسان المتمكن
للطبقات الضعيفة المحرومة ذلك الإنسان الذي اعطاه الله وأنعم عليه فلم يراع تلك النعمة ليكفي اليتيم ـ وعلى سبيل المثال ـ من التكفف والتسول.
تقول بعض المفسرين معلقاً على هذه الفقرة من الآية : « والمعنى أن الاهانة ما فعلتموه من ترك اكرام اليتيم ومنع الصدقة من الفقير لا ما توهموه » من ان المقياس هو ما لو قدر الله على أحدٍ من العباد (١).
وقد جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله :
« أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى » (٢).
هذا هو الكلام الذي جعل كافل اليتيم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة ، وطبيعي أن يكون في قباله من ترك اليتيم ولم يرعه ولم يعط حقه.
*****************************
(١) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية من سورة الفجر.
(٢) مجمع البيان في تفسيره / آية : ١٠ من سورة الضحى.