هل سبق لنا أن وضعنا نظرية إعلامية وسرنا عليها؟..
هل ندرس مجتمعنا.. قيمه وعاداته قبل أن نصيغ سياساتنا الإعلامية؟ أم أننا نركب الموج ونسير في الاتجاه الذي يريدوننا أن نسير إليه؟
لاشك أن ما نراه في الواقع يجعلنا نتساءل حول ماهية القوى السياسية والاقتصادية والثقافية التي تستخدم الأداة الإعلامية ومع اعترافنا جميعاً بوجود الخلل في إعلامنا العربي جنح البعض إلى تبني النظرية الليبرالية معتقدين أنها تساعدهم على تحقيق الديمقراطية في الوسيلة الإعلامية
ورغم معرفتنا بالقدرة الكبيرة التي يملكها الإعلام في التأثير والتغيير إلا أننا لازلنا في طور التبعية، فإذا كنا نأخذ نظرياتهم بشكل حرفي دون حتى مراعاة لخصوصية القارئ العربي، فكيف هو الحال بالنسبة لخصوصية مجتمع بأكمله.
لازالت كتب الإعلام العربية تدرس العامود الثامن على انه أبرز العواميد في الجريدة، لذا يجب تخصيصه لما هو مهم، العامود الثامن هذا بالنسبة للغرب يعني العامود الأول الذي يبدؤون القراءة منه كونهم يقرؤون من اليسار إلى اليمين، بينما القارئ العربي يبدأ من اليمين إلى اليسار ومن المفترض أن يكون العامود الأول هو الأهم بالنسبة إلينا..
الأمثلة في هذا المجال كثيرة ولا مجال لحصرها هنا لأننا في هذا التقرير سنستعرض ندوة ثقافية فكرية عقدت صباح اليوم الأحد، 06 تموز، 2008م قدمتها كل من الأستاذة إيمان العقيل"رئيسة تحرير مجلة حياة " والأستاذة آلاء باهبري" دراسات عليا- قسم الإعلام".
الندوة جاءت ضمن سلسلة من المحاضرات وورشات العمل التي تقوم بها "رابطة الإعلاميات" تحت عنوان"إعلامنا بين الهوية والتبعية" الجانب النظري من هذه الندوة كان للأستاذة " باهبري" التي أشارت إلى أن التنظير الإعلامي تنظير غربي وليس عربي، طارحت في ورقتها ثلاثة أسئلة وهي:
ما هو الموقع المفترض لوسائل الإعلام في المجتمع؟
أكدت " باهبري" أن موقع الإعلام في المجتمع هو الذي يحدد هويته، ومن المعروف أن المجتمع يتكون من مؤسسات إعلامية واقتصادية واجتماعية ودينية وسياسية.
وأن علماء الاتصال والاجتماع يعدون الإعلام أحد أهم المؤسسات في المجتمع الحديث وتنبع أهميته من كونه يكون الاطار الدلالي للمجتمع ويعطي الناس كلهم صورة موحدة عن الحياة.
مبينة أنه من المفترض أن تكون المؤسسات الإعلامية تابعة لقيم المجتمع وهويته، وفي أي مجتمع إسلامي عربي إذا كانت المؤسسة الإعلامية لا تحمل هوية المجتمع يسبب ذلك إرباك لأنها جزء منه.
وأشارت" " باهبري" أنه في الإعلام هناك أربع نظريات رئيسة فلسفية وهي:السلطوية، الليبرالية، نظرية المسؤولية الاجتماعية، ونظرية الإعلام الإسلامي.
موضحة أن كل هذه النظريات مبنية على هذه الفكرة" الإعلام جزء من مؤسسات المجتمع" وهذه المسلمة الرئيسة يتفق عليها علماء الاجتماع والإعلام وهنا يكمن الخلل في إعلامنا العربي الذي لا تعد كثيراً من مؤسساته الإعلامية جزء من المجتمع العربي.
السؤال الثاني الذي طرحته الأستاذة " باهبري" :