مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

عن الإمام الصادق عليه‌السلام : « من تصدق في رمضان صرف ( الله ) عنه سبعين

نوعاً من البلاء » (1).
وهناك أوقات يستلزم التصدق فيها الثواب الكثير كوقت الليل ، ويبدو أن لذلك علة عميقة ، وهي حرص الإسلام على صون كرامة المحتاجين ، فتحت جنح الظلام يستطيع المحتاج أن يحصل على بغيته دون أن يكشف عن هويته ، ولا أن يريق ماء وجهه ، والمعطي بدوره يحصل على الثواب ويرضي ربّه ، قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « صدقة الليل تطفي غضب الرّب ، وتمحو الذّنب العظيم ، وتهون الحساب.. » (2).
وكان أهل البيت : يسلكون هذا السبيل فيفضلون صدقة الليل ، عن هشام بن سالم ، قال : كان أبو عبدالله عليه‌السلام إذا اعتم وذهب من الليل شطره أخذ جراباً ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة ، فقسّمه فيهم ولا يعرفونه ، فلمّا مضى أبو عبدالله عليه‌السلام فقدوا ذلك ، فعلموا أنّه كان أبا عبدالله عليه‌السلام (3).
وتستحبّ الصدقة أيضاً عند حلول شهر شعبان ، فقد سئل الإمام الصادق عليه‌السلام : « يابن رسول الله ، ما أفضل ما يُفعل فيه ؟ ـ أي في شهر شعبان ـ قال : الصدقة والاستغفار ، ومن تصدق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربي أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة وقد صار مثل أحد » (4).
وصفوة القول إنّ أئمة أهل البيت : كانت لهم اليد الطولى في نشر ثقافة الصدقة على نطاق واسع بين الناس وتربية صغار السنّ عليها ، لتكون لهم خلقاً في المستقبل وعادة حسنة ، عن محمّد بن عمر بن يزيد ، قال ، قال الإمام الرضا عليه‌السلام : « مُر الصّبي فليتصدّق بيده بالكسرة والقبضة والشيء وإن قلّ ، فإن كلّ شيء يراد به الله وإن قلّ بعد أن تصدق النيّة فيه عظيم » (5).
*********************
(1) عدة الداعي / ابن فهد الحلي : ٩٢ ، مكتبة الوجداني ـ قم ، تحقيق : أحمد الموحدي القمي.
(2) الكافي ٤ : ٩ / ٣ ، باب صدقة الليل من كتاب الزكاة.
(3) الكافي ٤ : ٨ / ١ ، باب صدقة الليل من كتاب الزكاة.
(4) إقبال الأعمال ٣ : ٣٩٤.
(5) الكافي ٤ : ٤ / ١٠ ، باب فضل الصدقة من كتاب الزكاة.