مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

وهو أمر لابدّ منه لستر عورة الإنسان وصون كرامته وإنسانيته ، لذلك أسهبت مدرسة أهل البيت

: في تبيان الثواب الأخروي الذي ينتظر من يسهم في سد حاجة المعوزين من الكساء ليقيهم قوارص زمهرير الشتاء ، أو ليظلهم من لوافح هجير الصيف اللاهب. وفي هذا يقول الإمام الصادق عليه‌السلام : « من كسا أخاه كسوة شتاءٍ أو صيف ، كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنّة ، وأن يهوّن عليه سكرات الموت ، وأن يوسِّع عليه في قبره ، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبُشرى » (1).
وعنه عليه‌السلام : « من كسا آخاه المؤمن من عري كساه الله من سندس الجنّة واستبرقها وحريرها ، ولم يزل يخوض في رضوان الله ما دام على المكسوّ منه سلك » (2).
وعنّه عليه‌السلام في حديث آخر : « من كسا مؤمناً ثوباً من عري كساه الله من إستبرق الجنّة ، ومن كسا مؤمناً ثوباً من غنى لم يزل في سترٍ من الله ما بقي من الثوب خرقة » (3).
فهذه الأحاديث المختلفة الألفاظ والمتفقة في المضمون ، تكشف عن أن مسألة توفير الكساء هي بمثابة القطب من الرحى في توجهات أهل البيت : الاجتماعية.
وحول هذه الفقرة بالذات كانت لأمير المؤمنين عليه‌السلام مواقف من الإثيار رائعة ، فهو يرقع مدرعته حتى يستحيي من راقعها ، وكان بإمكانه أن يلبس أفخر الملابس ، ولكنه لم يفعل حرصاً على التكافل مع فقراء المسلمين والتأسي بهم.
***********************
(1) اصول الكافي ٢ : ٢٠٤ / ١ باب من كسا مؤمنا من كتاب الإيمان والكفر.
(2) ثواب الأعمال : ١٤٦.
(3) اصول الكافي ٢ : ٢٠٥ / ٥ ، باب من كسا مؤمنا من كتاب الإيمان والكفر.