مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

لقد تعرض القرآن الكريم إلى ذكر الإحسان ، والتشويق له ، وحث الناس على عمل الخير بشكل عام من دون

بيان لخصوصية تلك الأعمال ، ونوعيتها ، وما يقدمه المحسن من النفع إلى الأخرين ... بل تركت الباب مفتوحاً أمام المحسنين ليشمل الإحسان كل ما ينفع المجتمع ، وينهض بالأفراد ، ولتعم الفائدة ، وليتسابق الناس إلى تقديم كل شيء يكون إحساناً ، وإلى كل فرد يحتاج لذلك الإحسان.
على أن الآيات الكريمة في عرضها لصور التشويق إلى الإحسان قد تنوعت في العرض المذكور.
تقول الآية الأولى :
( والله يحب المحسنين ) (١).
وجاء في الثانية :
( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين ) (٢).
وفي الثالثة قال سبحانه :
( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) (٣).
من مجموع هذا الآيات الثلاث نستفيد من النقاط التالية :
النقطة الأولى : إطباق الآيات الثلاث على الأخبار بأن الله يحب المحسنين ، ويمنحهم عطفه ووده.
النقطة الثانية : الفرق بين الثوابين الدنيوي ، والأخروي ، وأن أحدهما غير الآخر ، وإلا فلو كانا شيئاً واحداً لما عطف ثواب الآخرة على ثواب الدنيا كما جاء ذلك في الآية الثانية حيث قال سبحانه :
( فآتاهُم اللهَ ثوابَ الدّنيا وحُسنَ ثوابِ الآخرةِ ) (4).
ولو أراد وحدة الثواب لأخبر بأن المحسن يجازي بالثواب من دون تفصيل ، ويبقى الثواب على إطلاقه ليشمل كلا الثوابين : الدنيوي والأخروي.
وقد يقال في بيان الفرق بين الثوابين : أن ثواب الدنيا ما يعود إلى الرزق ، وعدم الابتلاء بالحاجة إلى الغير ، وحسن السمعة بين الناس ، ومنح المحسن العمر الطويل ، وما شاكل من القضايا التي يكون النفع فيها واصلاً إلى المحسنين في هذه الحياة.
وأما ثواب الآخرة : فهو الجنة والنعيم الدائم.
النقطة الثالثة : الأمر بالإحسان مضافاً إلى محبة الله للمحسن وقد جاء ذلك في الآية الثالثة في قوله تعالى :
( وأحسِنُوا أن الله يحبُ المحسنينَ ).
**************************
(١) سورة آل عمران / آية : ١٣٤.
(٢) سورة آل عمران / آية : ١٤٨.
(٣) سورة البقرة / آية : ١٩٥.
(4) سورة آل عمران / آية : ١٤٨.