مجلة ريحانة الالكترونية

آداب زوجية هامة (1)


١ ـ لا يجوز للزوجة أن تتفاخر على زوجها بجمالها ومالها ونسبها ، ولا يجوز لها كذلك أن تزدريه وتطعنه إذا كان محروماً من الجمال والمال والنسب الرفيع. فإن فعلت ذلك فسيشملها سخط الله تعالى وعذابه الشديد. وكذلك الأمر بالنسبة للزوج مع زوجته ، فإن ميزان الشرف للإنسان ليس في جماله وماله ونسبه، بل يتجلى في فضيلته وحسن سريرته كما قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا

خلقانكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) ( الحجرات / ١٣ ).

 

٢ ـ ينبغي للزوجة أن تكرم وتحترم والدي زوجها ، فبذلك تكون قد أكرمت زوجها ووفّت حقه ، وتصبر على كل أذى قد يصدر منهما بصورة لا يكون الأمر عسيراً عليها ومدمراً لحياتها وحياة أولادها ـ أثناء الحمل وبعده بسبب الانفعالات النفسية الخطيرة المتكررة ـ لذا يجب على الزوج أن ينتبه إلى الإنحراف الخلقي ، فيسعى لدرئه والاجتناب عنه بصورة لا يتعدى حدود الله سبحانه وتعالى في حق والديه ، وحق زوجته ، فينقل زوجته الى مسكن آخر إذا كان ساكناً مع والديه ، فللزوجة حق المطالبة بمسكن خاص بها. فإن لم يستطع الزوج تنفيذ ذلك فيجب عليه أن يحل مشكلته في أقرب فرصة عند مرجعه الديني الأعلى أو وكيله التقي المعتمد عليه ، فإن لم يفعل فسيُحمل نفسه مسؤولية خطيرة أمام الله سبحانه وتعالى وأما المجتمع.

 

٣ ـ أخي الزوج : احذر سخط ربك وغضبه عليك ليلة زفافك ، وذلك بأن تكون زوجتك معرضاً في مظهرها وزينتها للرجال ( ما عدا المحارم ) ، وأن تسمح بإقامة حفل يختلط فيه الرجال بالنساء بصورة تشمئز منها النفوس العفيفة ، وتنطلق فيه أصوات المغنين والمغنيات فترتكب بذلك ثلاث جرائم وهي :

 

(أ) أداء الغناء والاستماع إليه. ( راجع العلماء المتقين حول تحريم الغناء ).

 

(ب) التبذير في المال. قال الله سبحانه وتعالى : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ) ( الإسراء / ٢٧ ).

 

(ج) السهر الذي يؤذي الجيران ويؤدي إلى مقت الرحمن. فالأفضل أن تسعى لإعداد حفل تسوده الحشمة ، وتُلقى فيه بعض الأشعار المناسبة. وبعد ذلك يتناول الحاضرون طعام العشاء حسب حالتك الاقتصادية ، فتكسب بذلك مرضاة الله سبحانه وتعالى.

 

٤ ـ أخي الزوج : كن قويا في إرادتك ، ومسيطراً على شهوتك ، واحذر إصابتك بالسكتة أو الأمراض القلبية الخطيرة ، وذلك باجتناب ملامسة زوجتك في حال امتلاء معدتك بالطعام وعدم انحداره إلى الأمعاء ( سل الأطباء إذا كنت مستغرباً ). والجدير بالذكر في سبيل صحتك وسلامتك هو أن تجتنب أمرين آخرين عند امتلاء معدتك وهما :

 

(أ) الاستحمام ( غسل الجسم ) فاصبر لمدة تشعر فيها بهضم الطعام.

 

(ب) النوم مباشرة بعد تناول الطعام ، فلا تنم إلا بعد ساعة واحدة على الأقل. وانصح الزوجة بهذه الأمور أيضاً.

 

٥ ـ أختي الزوجة : تدبري ما روي عن نبيك المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام :

 

(أ) إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وان كانت على التنور. يعني إذا كنت على التنور تخبزين فدعى الخبز يحترق ولبي رغبة زوجك.

 

(ب) إذا دعا الرجل أمراته الى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح , ومعنى اللعنة هو البعد عن رحمة الله سبحانه وتعالى. ( نعوذ بالله ).

 

٦ ـ أخي الزوج : لا يجوز لك أن تكون متعنتاً ومتشدداً في نيل رغباتك وقضاء حاجاتك من قبل زوجتك في جميع الأحوال ، بل عليك أن تراعي الظروف وتلاحظ الأعذار ، فقد تكون المرأة مريضة ، أو ضيقة الصدر لمشكلة طارئة ، أو مُرهقة من كثرة العمل ، أو لها من الأطفال ما يأخذ من وقتها قسطاً كبير للقيام بشئونهم وتربيتهم ، أو نحو ذلك من الأعذار المؤقتة التي تحتم على الزوج المتخلق بالأخلاق الإسلامية الحسنة أن يتجاوز عن بعض حقوقه ريثما يهيئ الله سبحانه وتعالى له جوّاً مناسباً ووقتاً ملائماً. وليس من الإنصاف والعقل أن تبتغي الأمور دائماً لك والمصالح بجانبك ، بل يوم لك ويوم عليك ، وهكذا تسير الحياة :

 

فيوم علينا ويوم لنا

ويوما نساء ويوما نُسر

 

والزوج الموفق العاقل هو الذي يذكر زوجته بالكلمة الطيبة ، ويعظها بالحكمة البالغة ، متى ما جرى بينهما سوء تفاهم أو عدم توافق في بعض القضايا.

 

٧ ـ أخي الزوج ! اختي الزوجة ! إن أخوف ما يُخاف منه على تدمير بنائكما الزوجي ، هو الغضب الذي تشب ناره في قلب أحدكما. فيجب على الآخر منكما أن يطفئ تلك النار بسياسة سليمة قويمة ، لتستقيم حياتكما الزوجية استقامة تزدهر بالسعادة والهناء. واعلما أن من اتصف برذيلة الغضب وأصرّ عليها ، خصوصاً لأبسط الأحداث ، فإنه ينال غضب الله سبحانه وتعالى ، فيخسر الجنة التي أعدت للمتقين الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بقوله: ( وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) فهل بعد الجنة إلا النار في الآخرة ؟ وهل نصبر على الحد الأدنى من نار الدنيا وهي شعلة السيكارة إذا كوى بها لساننا السبّاب والفحّاش أو كويت بها يدنا الاثمة والظالمة للناس ؟ فلينتبه الغافلون وليرشد الجاهلون.

 

والجدير بالذكر هو أن نار الغضب تدمر سلامة الإنسان الجسدية فيكون عرضة لأمراض قلبية ، وتصلب الشرايين ، وقرحة المعدة ، والسكر وضغط الدم ، وغيرها من الأمراض الخطيرة. وبالتالي فيخسر سعادة الدنيا والآخرة ( نعوذ بالله من هذا الخسران المبين ).

 

٨ ـ أخي الزوج ! أختي الزوجة ! احذرا طاعة والديكما بسخط ربكما ، وذلك في ظلم أحد كما للآخر. فلا طاعة لمخلوق بسخط الخالق ، فتزعمان أن الله سبحانه وتعالى قد وصاكما بتكريم الوالدين. فإن الدين الحنيف يأمركما بالإحسان بالوالدين ولكنه يشترط ألا يكون الإحسان سبباً للإساءة إلى غيرهما. فلكل فرد من الوالدين والزوجين حقه الإنساني المقرر من الإجلال والإكرام. وأنادي مخلصاً والدي الزوج ـ بصورة خاصة ـ أن يحترما زوجة ابنهما كما يحبان لبنتهما أن تكون محترمة من قبل والدي زوجها. فقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

 

٩ ـ أخي الزوج : أعلم أن خلاصة حقوق زوجتك عليك هي عديدة حسب ميزان شخصيتها ، فإن بخستها فستشقى في الدنيا والآخرة.

 

أوّلاً : حق الإنسانية ( بناء على القول بجواز نكاح الكتابية )

 

ثانياً : حق الإسلام ( إذا كانت مسلمة ).

 

ثالثاً : حق الزوجية ( كما مر سابقا ).

 

رابعا : حق الأرحام ( إذا كانت مهتدية ومطيعة لله سبحانه وتعالى ، وكانت من أقربائك ).

 

خامسا : حق التقوى ( إذا كانت مهتدية ومطيعة لله سبحانه وتعالى ).

 

سادسا : حق النسب (إذا كانت منتسبة إلى النبي وآله الطيبين عليهم الصلاة والسلام ) ـ فويل ثم ويل للزوج الذي لا يقدر تلك الحقوق حق قدرها ، وينسى قدرة الله عليه بالبطش به والانتقام منه ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه