مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

كان أمير المؤمنين علي بن ابي طالب( سلام الله عليه ) يعتبر المال أمانة بيده ، فيحرص أشد الحرص على إيصاله إلى مستحقيه

، وتقسيمه بالسّوية فيما بينهم ، ولما بويع بالخلافة ، صعد المنبر في اليوم الثاني من البيعة ، وهو يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقين من ذي الحجة ، فقال : « فأنتم عباد الله ، والمال مال الله ، يقسَّم بينكم بالسوّية ، لا فضل فيه لأحد على أحد ، وللمتقين عند الله غداً أحسن الجزاء وأفضل الثواب » (٢).
ومن كتاب له عليه‌السلام إلى قثم بن العبّاس ، وهو عامله على مكّة : « وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قِبَلَكَ من ذوي العيال والمجاعة ، مصيبا به مواضع الفاقة والخلاّت ، وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا » (٣).
وكان عليه‌السلام يقول لمن أراد منه العودة إلى سنّة عمر في التمييز بين الناس في العطاء !! : « لو كان المال لي لسوّيت بينهم ، فكيف وإنما المال مال الله » (٤).
وقام عليه‌السلام خطيباً بالمدينة حين رجعت إليه خلافته ، بعد أن حمد الله وأثنىٰ عليه : « إنّي والله لا أرزؤكم من فيئكم درهما ما قام لي عذق بيثرب ، فليصدقكم أنفسكم ، أفتروني مانعاً نفسي ومعطيكم ؟! فقام إليه عقيل ( كرّم الله وجهه ) فقال له : والله لتجعلني وأسود بالمدينة سواءً ؟! فقال له : أجلس ، أما كان ها هنا أحد يتكلّم غيرك ؟ وما فضلك عليه إلاّ بسابقة أو بتقوى !! » (١).
وعن ابن دأب قال : ولّى أمير المؤمنين عليه‌السلام بيت مال المدينة عمّار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيّهان ، فكتب : « العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكل من كان في الإسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال : كم تعطي هذا ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : كم أخذت أنت ؟ قال : ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس ، قال : فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ثلاثة دنانير » (٢).
*********************
(٢) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٧ : ٣٧.
(٣) نهج البلاغة ، كتاب ٦٧.
(٤) نهج البلاغة / الخطبة ١٢٦
(١) روضة الكافي ٨ : ١٨٢ / ٢٠٤.
(٢) الاختصاص / الشيخ المفيد : ١٥٢ ، طبع جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.