مجلة ريحانة الالكترونية

7 تصرفات تفعلينها تُفسد علاقتكِ بطفلك

التربية من أكبر التحديات التي يمكن أن نواجهها في حياتنا، ومع صعوبة المهمة إلا أنها مهمة نبيلة وضرورية لاستمرار الحياة والأجيال القوية التي تسلم الراية لبعضها، ولا يوجد مفر في هذه الرحلة الشاقة من ارتكاب بعض الأخطاء الصغير منها والكبير، المهم هو تدارك هذه الأخطاء والتعامل معها بطريقة صحيحة والابتعاد عن كل خطأ يؤثر على علاقتكِ بطفلك ويؤذي الروابط الإنسانية والنفسية بينكما، حينها يكبر الطفل بعيدًا عنكِ وعن والده ويتعرض لمخاطر أكثر في حياته دون وجود عقل ناصح جانبه في هذه الأوقات.

في هذا المقال قمنا بتجميع أهم وأكثر الأخطاء التي تؤثر سلبًا على علاقتك بطفلك الآن ومستقبلًا، احذريها وابتعدي عنها.
1. الحب المشروط:

أن تتكرر على لسانك عبارات مثل: (لا بد أن تأكل لكي أحبك)، وربط أفعال الطفل بالحب والاهتمام هي بداية فك حبل الود والثقة الموجودة بينكما، ففي الحقيقة العبارة بالنسبة لكِ غير مقصودة بهذا المعني فكل أم تحب أطفالها مهما فعلوا، لكن طفلك لن يفهمها إلا بطريقة واحدة وهي ارتباط حبك له بتصرفاته، بعد فترة من تكرار هذه العبارات يفقد الطفل الرغبة في هذا الحب أو يتحول لطفل بلا شخصية خوفًا من ضياع هذا الحب وفي كلا الحالتين ستكون النتيجة سيئة.
2. ذكر أخطاء الماضي باستمرار:

الخطأ الثاني والشائع كثيرًا بين الأمهات هو لوم الطفل وقت قيامه بتصرفٍ خاطئ على ما مضى من تصرفات خاطئة من قبل، ذكر أخطاء الماضي مع كل تصرف سلبي يقوم به طفلك ليس له أي مبرر ولن يفيد في تقويم طفلك أو نهيه عن الأمور الخاطئة، وبذلك لن تجني من هذا أي قيمة إيجابية، بل على العكس يشعر طفلك بالذنب الشديد وتقل ثقته بنفسه ويزداد داخله الإحساس بأنه طفل سيئ ولا توجد منه فائدة، وأحيانًا يشعر بالغباء فهو طفل لم يتعلم من دروس الماضي التي لا تتوقفي عن ذكرها مع كل خطأ، الأثر النفسي كبير على الطفل وبمرور الوقت سيتوقف الطفل عن ارتكاب الأخطاء أمامك ويقل كلامه معكِ عن الأخطاء التي يرتكبها خوفًا من رد فعلك.
3. عدم الاستماع الجيد للطفل:

إذا حدثكِ طفلك في أي وقت فالقاعدة الأولى هي أن تتحولي فورًا إلى مستمع جيد وتنصتي إلى ما يقول وأنتِ تنظرين إلى عينيه وقريبة منه، التقارب والتحاور بهذه الطريقة يعزز من الثقة بينك وبين طفلك والاستماع له حتى النهاية دون قطع لحديثه يعطيه فرصة التعبير عن نفسه وعندها يستريح مع كل مرة يريد فيها الحديث معكِ دون التفكير في عدم جدوى ذلك، ستصبحين أعز صديقة لطفلك إذا استمعتِ له بإنصات.
في حالة عدم قدرتك على الإنصات لطفلك في وقتٍ ما، اطلبي منه الانتظار حتى تنتهي مما تفعليه، واذكري له أنكِ مهتمة بما سيقوله لذا تريدين أن تنتهي وتتفرغي للاستماع إليه.
4. إصدار الأحكام:

استكمالًا للنقطة السابقة، كثير من الأمهات والآباء يطلقون الأحكام على الطفل قبل الاستماع له حتى النهاية، احذري من إصدار الأحكام على طفلك وبدلًا من اتهامه بأشياء قد تكون صحيحة أو غير صحيحة، احرصي على اختيار العبارات الإيجابية التي تركز على السلوك نفسه ولا تركز على شخصية الطفل، إذا قمتم بإصدار أحكام مثل: الاستهتار والغباء واللامبالاة وغيرها على أطفالكم لن تستطيعوا بناء علاقة سوية معهم تستمر لسنوات طويلة.
5. التحدث كثيرًا:

أعطي مساحة لطفلك لكي يتحدث أكثر منكِ، استمعي أكثر واسئلي طفلك أسئلة فضولية خلال أي مناقشة لتتركي له مجالًا أكبر للحديث والتعبير عن نفسه، حتى الأطفال الذين يظهر لديهم ميول انطوائية إن أعطيتهم هذه الفرصة ستكونين بالنسبة له المكان الآمن وأحيانًا الوحيد للتعبير عن نفسه.
6. التهديد المستمر:

استخدام صيغة التهديد أكثر ما يتكرر على لسان الأمهات والآباء خلال اليوم، هذه الطريقة إلى جانب عدم جدواها لها تأثير سلبي على علاقتك بطفلك حيث يشعر الطفل بعدم الأمان معكم والضعف أمامكم لكونه صغيرًا فقط ولا يستطيع فعل ما يريد بنفسه، احذري استخدام التهديد كوسيلة لردع طفلك واستبدليها بوضع خيارات أو حوار إيجابي يشعر فيه بالأمان.
7. التقليل من شأنه أمام الآخرين:

الخطأ الأخير وربما هو من أكبر الأخطاء هو تعنيف طفلك وإحراجه أمام الآخرين، في حالة ارتكاب طفلك لأي خطأ وسط مجموعة من الأهل أو الأصدقاء أو في الشارع، فالخطأ الأكبر هو التحدث معه عن الخطأ أمامهم فيشعر عندها بالدونية وعدم تقديرك له، يجب أن تنتظري حتى ينصرف الناس أو يمكنك أن تبتعدي مع طفلك لمكان أكثر هدوءًا بعيدًا عنهم وتتحدثي معه حول هذا الخطأ إن كان لا يمكن تأجيله.
مرة أخرى التربية من أكبر التحديات وأهمها لذا يجب أن تجربي ولا تتوقفي عن السعي، للحصول على علاقة قوية مع طفلك خالية من التعقيدات النفسية، واجعلي أولى مهامك بناء حبل قوي من الثقة والأمان بينك وبينه.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه