مجلة ريحانة الالكترونية

5 طرق لإدارة السلوك العدواني السلبي لطفلك

كيف تستطيع الأم تفسير كون ابنتها في سن ما قبل المدرسة تستطيع تذكر كل تفصيلة في حلقة من حلقات مسلسل الكرتون الذي تحبه، ولكنها لا تستطيع تذكر أين ذهبت قطع البازل حينما يحين وقت تنظيف المنزل، أو ماذا دها ابنها تلميذ الصف الرابع الذي يحفظ حرفيا الأحاديث الهامسة لزملاء الصف الذين يجلسون في الطرف البعيد للفصل، بينما يصر على أنه لم يسمع المعلم وهو يملي عليهم واجباتهم المنزلية؟ أو قد تكاد أن تصل إلى حافة الجنون لأن ابنك الذي في الصف الثامن فاتته حافلة المدرسة مرة أخرى؟

* ما هو السلوك العدواني السلبي؟
السلوك العدواني السلبي هو طريقة متعمدة ومخفية للتعبير عن مشاعر الغضب، ويمكن أن يبدأ هذا السلوك في سن ما قبل المدرسة، حينما يتعلم الأطفال أن التحدي اللين يمكن أن يكون أكثر إرضاء، وأقل احتمالا أن يؤدي للعقاب، أكثر من نوبات الغضب أو الأنين، وغيرها من الوسائل الأكثر حدة في التعبير عن المشاعر.

كما قد يوجد السلوك العدواني السلبي كجزء من مرحلة نمو طبيعية عابرة، ولكن إذا لم يتم تعديله، فقد يتطور ليصبح نمط حياة.

ويفسر العدوان السلبي لماذا يعاني الأطفال من النسيان الشديد في أوقات التنظيف، أو من الصمم المؤقت حينما يتم إملاء الواجبات، وبالمثل فإنه يفسر سبب استجابة أولياء الأمور العقلانيين والمنطقيين لحوادث بسيطة بطرق غير عقلانية ومغذية للصراع.

* أشكال السلوك العدواني السلبي
السلوك العدواني السلبي لدى الأطفال يأخذ في كثير من الأحيان هذه الأشكال:
- المماطلة.
- الانسحاب.
- تقطيب الجبين.
- البرطمة.
- "النسيان".
- مقاومة الطلبات.
- تعمد ارتكاب الأخطاء.
* خطورة العدوان السلبي
وقد تفكر في: "وماذا في ذلك؟ هذه السلوكيات ليست في الواقع بالشيء الكبير".
فالطبيعة المدمرة للعدوان السلبي تكمن هنا بالضبط؛ فعلى السطح، تبدو سلوكيات الطفل عادية، مثل التهيج الطفيف في أسوأ الأحوال، وفي الأغلب يمكن لأولياء الأمور تحمل هذه السلوكيات الطفيفة بسهولة، والتغاضي عنها رغم مشاعر الغضب الطفيفة التي تعتريهم.

ومع ذلك، فإن هذه الثورات السرية تشبه قطرات من الماء تتراكم بصمت في إناء؛ وفقط عند النقطة التي تفيض فيها، يعي معظم الآباء هذه اللحظة.. لحظة امتلاء جرارهم عن آخرها، وأي قطرة واحدة جديدة من العدوان السلبي للطفل مثل ("لم أكن أعلم أنك تريدينها الآن، يا أمي")، والتي، على الرغم من كونها أمراً صغيراً في حد ذاته، إلا أنها كافية لامتلاء جرتها؛ مما يجعلها تصيح وتصرخ؛ وتفاجئ الأم نفسها بشدة ثورتها. وبعد لحظات، وهي ممتلئة بالشعور بالذنب، تعتذر بشدة عن غضبها الشديد على طفلها.
* استراتيجيات للتعامل مع العدوان السلبي
يقال إن معظم الآباء المعرضين للتفاعل اليومي مع طفل عدواني سلبي يصبحون منهكين ويخسرون براعتهم، ولكن إذا أدركت هذه الديناميات التي تحدث في أسرتك، يمكن لهذه الإستراتيجيات الخمس أن تساعدك على الاستجابة لطفلك بطرق تقلل من الصراع العدواني السلبي، وتزيد من التواصل الصادق والمحترم:
1- تعرف على العلامات المنذرة للسلوك العدواني السلبي
إن قدرتك على التعرف على السلوكيات العدوانية السلبية أثناء حدوثها - وقبل أن تغمرك المشاعر بوقت طويل - أمر بالغ الأهمية، لذا من المهم أن تتجنب أن تكون ضحية لطريقة طفلك المدمرة، واحرص على ألا تكون شريكا في هذه اللعبة من خلال التعرف على العدوان السلبي على الفور، وجنبا إلى جنب مع السلوكيات المذكورة أعلاه، راقب أيضا هذه السلوكيات لأبنائك.. فوجودها علامة على وجود العدوان السلبي:
- ينكرون الغضب.
- يمتعضون من السلطة.
- يعطون أعذارا بشكل مفرط.
- يستخدمون التعامل الصامت.
- يجعلون الآخرين ينتظرون أو معلقين.
- يشتكون من سوء الفهم أو الجهل.
- ينهون المحادثات بـ "حسنا" و "أيا ما كان".
2- غير المسار حسب الحاجة
لا تسمح أبدًا لنفسك أو لأي شخص آخر بأن يُحتجز كرهينة للسلوك العدواني السلبي، وعلى سبيل المثال، إذا قال أحد الوالدين، "لا يمكننا الذهاب إلى الفيلم حتى يغذي حسن الكلب" فإنه يمنح حسن السيطرة على الوضع، وعلى الرغم من أن القصد كان خلق ضغط على حسن، فإن الطفل العدواني السلبي يفسر هذا الأمر على هذا النحو: "شكراً، الآن أستطيع أن أحبط المجموعة بأكملها"، وبدلاً من حل المشكلة، قام الوالد بتصعيدها دون قصد.

وعموما إذا ارتكبت هذا الخطأ - وكلنا معرضون للخطأ - ومكنت العدوان السلبي لطفلك، فيمكن التراجع عن الضرر، وعكس هذا الوضع بقولك: "لقد فكرت في الأمر وقررت تغيير رأيي، يمكننا أن نذهب جميعًا، لكن حسن يجب أن يبقى لإطعام الكلاب"، وهذا يعيد تأسيس الوالد كصانع القرار، بينما ما زال يعطي الابن سلطة اتخاذ قرار جيد.
3- قدم نموذجا للتواصل المحترم
عندما يتظاهر أحد الأطفال بعدم سماعك، جرب الطريقة التي اشتهر بها المحقق التلفزيوني الكلاسيكي، كولومبو. فبدلاً من استخدام أسلوب غاضب وجهاً لوجه، قام كولومبو بتوريط المشتبه بهم بذكاء من خلال أسلوبه المحترم والدقيق.

نفس النهج يفعل العجائب مع أطفال العدوان السلبي، وهذا مثال على طريقة تصرف أحد الأمهات:
"طلبت الأم من طفلها أن يرتدي معطفه قبل خروجه، وبعد ثلاثة طلبات دون رد، اقتربت منه وتحدثت بصوت ناعم، كما لو كانت تتحدث إلى نفسها، ولكن بصوت مرتفع بما يكفي ليسمعها ابنها: أليس هذا مثيرا للاهتمام، لقد طلبت من إبراهيم أن يرتدي معطفه وتظاهر بأنه لم يسمعني، سأسأله مرة أخرى لنرى ماذا يفعل". ثم نظرت إليه بشكل مباشر في عينيه وقلت: "إبراهيم، هل يرجى أن ترتدي معطفك؟" وفعلا استجاب الطفل، ووضع معطفه وارتدى حذائه على الفور.

تذكر - هدف الطفل العدواني السلبي هو جعلك تنفجر في حالة غضب؛ عندما تحافظ على هدوء كولومبو، يتعلم طفلك أن السلوكيات العدوانية السلبية لن تنجح ويضطر إلى التعامل معك بشكل مختلف.
4- حدد توقعاتك بوضوح
عندما يكون لدى الابن العدواني السلبي نمط من التظاهر بسوء الفهم أو الجهل بالقواعد، كأن يقول مثلا لوالده "اعتقدت أنك قصدت أن أنهي واجبي المنزلي بعد لعب كرة القدم"، فأفضل طريقة فعالة للتعامل مع هذا الطفل هي وضع توقعات واضحة وضوح الشمس في بداية التعامل، ولا تفترض أبداً أن الطفل العدواني السلبي يفهم طلبك، وحتى لو كان قد تم تنفيذ المهمة التي تقوم بتعيينها مرات عديدة من قبل، تأكد من مراجعة توقعاتك بشأن الكمية، والجودة، والمواعيد النهائية، والتواريخ. واحرص على عدم استخدام نبرة للسخرية في صوتك أثناء قيامك بتفصيل الطلب، بل قم بتعيين توقعاتك بنبرة محايدة وحازمة.

فمثلا بالنسبة إلى الطفل الذي يدعي أنه لا يعلم ما هو الوقت المخصص اللعب مقابل الوقت المخصص للعمل، قد تقول "أدهم، عندما تكون كل واجباتك كاملة وصحيحة، وبعد توقيعي لدفاترك، يمكنك الذهاب إلى الخارج ولعب كرة القدم حتى وقت العشاء".

5- أسس لعواقب منطقية
التسويف هو نمط شائع في السلوك العدواني السلبي عند الأطفال، وأفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع من السلوك هو تحديد عواقب منطقية؛ وعلى سبيل المثال، إذا أخبرت تلميذة الصف الخامس أن ترتدي الزي المدرسي فور انتهاء حصة الألعاب، لكنها تخرج من الملعب متأخرة لحضور دروسها، وهي لا تزال ترتدي ملابس اللعب، ليس من البنّاء أن تجادل معها أو أن تدخل في نقاش طويل حول أعذارها للتأخير، وبدلا من ذلك، تواصل معها بأسلوب نزيه ومحترم بأن تقول لها: "لقد قررت ألا تغيّري ملابسك في الوقت المناسب، لذلك فسوف نختار إنهاء اللعب مبكرا في مطلع الأسبوع القادم"، وإذا حاولت ابنتك المجادلة أن تجرك للجدال معها، لا تبتلع الطعم وتدخل في جدال معها.. فالبقاء هادئاً وعدم التفاعل مع غضبها هو أنجع وسيلة لفك الارتباط مع الصراع العدواني السلبي ونزع سلاح قوة غضبها الخفي.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه