يوم الأب العالمي

اليوم العالمي للأب هو يوم عالمي اجتماعي، يتم فيه الاحتفاء بالآباء والاحتفال بهم تقديرًا لجهودهم العظيمة في تربية الأبناء وتوفير احتياجاتهم المختلفة، ويختص هذا اليوم بتكريم الآباء فقط، ويتم الاحتفال بهذا اليوم بصورة أكبر في البلدان الغربية بالنسبة إلى البلدان العربية، فيحتفل المسيحيون به كعيد رسمي منذ القرون الوسطى، ويوافق هذا اليوم مع يوم التاسع عشر من شهر مارس من كل عام، ولكن يختلف هذه الموعد في دول أخرى، فمثلاً احتفلت الولايات المتحدة الأمريكية بالعيد الأول للأب في اليوم الثالث من شهر يونيو من عام 1912 م. 
متى يقع يوم الأب العالمي في 2022 م
يقع يوم الأب العالمي في 2022 م  في تاريخ 20 من شهر يونيو/ حزيران، وهو يوم معتمد في بعض البلدان العربية كالمملكة العربية السعودية، واعتمدت على التاريخ الهجري في احتفالها إلى جانب هذا التاريخ الميلادي، كما تحتفل جمهورية العراق وجمهورية مصر العربية بهذا اليوم في التاريخ نفسه، أما الجمهورية اللبنانية فقد خصصت يوم الحادي والعشرين من شهر يونيو من كل عام يوم خاصاً للاحتفال بعيد الأب، أما دولة الإمارات المتحدة العربية فتنطلق الاحتفالات الخاصة بيوم الأب فيها بتاريخ التاسع عشر من شهر يونيو من كل عام.
أهمية عيد الأب
تقام احتفالات عيد الأب السعيد على شرف الشخصيات الأبوية الطيبة والصارمة. يمكنك أن تتمنى هذا اليوم لشخص تعتبره والدك أو غاليًا في حياتك كمعلمك أو أب روحي أو شخص من هذا القبيل. لا يحتاج الكثير من الناس إلى يوم محدد لتكريم آبائهم، لكن اتخاذ يوم معين نحدده بهذا الخصوص يساعدنا على استذكار هذا الواجب الأخلاقي إذا كان لدينا قلب مليء بالحب والرحمة لعلاقاتنا الوثيقة. يحتفل الكثير من الناس بعيد الأب من خلال تذكير ذكريات طفولتهم مع آبائهم ومنحهم هدايا مثل الزهور وأدوات اللياقة البدنية وأدوات البستنة والحفلات الخارجية المفاجئة وحفلات العشاء الداخلية وأي شيء يمكن أن يجعل والدهم سعيدًا. إنه يوم رائع لإسعاد آبائنا، وجعلهم يشعرون بأنهم نشأوا ذرية شاكرة.
الأب هو الشخصية الساحرة في كل دين وثقافة. بالإضافة إلى الأب النسبي، فإن كلمة "أب" تطلق على أشخاص آخرين الذين يلعبون دوراً في حياة الإنسان، ففي المصادر الإسلامية وردت هذه الشخصيات المؤثرة باسم "أب"، ويتعامل مع هؤلاء كالأب الحقيقي، فإنه يأمر بتكريمهم وحمايتهم. وبالنظر إلى الروايات نجد ثلاثة معانٍ قد نصت على كلمة "أب":
1ـ المراد من كلمة الأب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأميرالمؤمنين عليه السلام، فقد روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: «أنا وعَلِیٌ أبَوَا هذِهِ الاُمة ».(1)

إذا كان الأب الحقيقي هو سبب وجود الإنسان وسبب ولادة الطفل، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام هما سببا خلق هذا الكون بأجمعه.
وورد في رواية أهل البيت عليهم السلام بأن وجود الإمام المعصوم عليه السلام كالأب العطوف والحنون على الأمةكما ذكر هذا المعنى الإمام الرضا عليه السلام حيث قال: «الإِمَامُ الْأَمِینُ الرَّفِیقُ والوَالِدُ الشَّفِیق».(2)
2ـ وتشير كلمة "أب" إلى المعلم الذي يرشد الإنسان، ويخلصه من الضلال بالتعليم. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله ورد: «الآباءُ ثلاثة: أبٌ وَلَّدَكَ وأبٌ زَوَّجَكَ وأبٌ عَلَّمَكَ».(3)
3ـ وتعني كلمة "أب" الأب الحقيقي والنسبي، الذي يكون احترامه وتعظيمه أمراً ضرورياً للجميع ويكون إيذائه واضطهاده من المحرمات.
حقوق الآباء على الأبناء

1. حق الطاعة
أسمى وأجل حق للأب على أولاده هو حق الطاعة، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «فَحَقُّ الوَالِدِ عَلَی الوَلَدِ أن یُطیِعَهُ فِي کُلِّ شَیءٍ إلَّا فِی مَعصِیَة اللهِ سُبحَانَه».(4)
وأيضا جاء في الخبر عن رسولُ اللّه صلى‏ الله ‏عليه و‏آله لَمّا سُئلَ عَن حَقِّ الوالِدِ على وَلدِهِ قال: «لا يُسَمِّيهِ باسمِهِ، ولا يَمشي بَينَ يَدَيهِ، ولا يَجلِسُ قَبلَهُ، ولا يَستَسِبُّ لَهُ».(5) 
2. الإحسان

وعليك أن تتبع حوائج أبيك وأمك، ولا تنتظر أن يقول لك أبوك أنا محتاج إلى هذا المبلغ من المال، أو محتاج إلى قضاء هذه الحاجة، فإذا انتظرته كنتَ مخالفاً للإحسان، أتنتظره أن يقول لك أنا محتاج إلى دينار؟! هذا مخالف للإحسان، الإحسان هو: أن تتحرَّى حاجاته، فتقضيها قبل أن يسألك. وفي العادة يكون المعطي هو العزيز، في مقابل المعطى له فإنه يكون أقلَّ عزّةً، أو قد يكون ذليلاً، ولكن العطاء للأب يجب أن يكون مختلفاً، أنت تعطيه وأنت الذليل أيضا؛ إذ ورد في الآية الشريفة: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾،(6) يعني الابن يعطي وهو في موقع الذُّل، أي: لا بدَّ أن يكون في موقع الذُّل وهو يُعطي. لا، أن يترفَّع على أبيه، أو يُعطيه أمام الجميع أو يحس بأنه قد أدى حقوقه بأجمعها.
لاحظوا، القرآن أراد وكذلك أهل البيت أرادوا أن نعامل الأب كما نعامل الزُّجاجة، فالزجاجة رقيقة، وتنكسر لأدنى خدش، فكيف تُحافظ عليها، وتُداريها؛ حتى لا تنكسر؟ قلب الأم، وقلب الأب، فيجب أن يعاملا بنفس المستوى من الحذر والاحتياط؛ حتى لا ينكسرا.
3. الخضوع

وأيضاً ورد في الروايات عن الإمام السجاد عليه السلام في الصحيفة السجادية: «اللّهُمَّ اجعَلني أهابُهُما هَيبَةَ السُّلطانِ العَسوفِ»،(7) يعني أنَّ الولد المؤمن ينبغي أن يتخضع لوالديه، ويخشى غضبهما كما يتخضع الإنسان للسلطان الجائر لخشيته من غضبه؛ فلذلك ورد أنَّه من العقوق أن تنظر إلى أبيك بحِدَّه، فإليك نص الرواية عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: «لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئاً أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَنَهَى عَنْهُ وهُوَ مِنْ أَدْنَى الْعُقُوقِ ومِنَ الْعُقُوقِ أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إلى وَالِدَيْهِ فَيُحِدَّ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا».(8)
فكم هو قبيح أن تحدّ النَّظر في وجه أبيك أو أن تعبس في وجهه أو أن تنظر إليه شزرا؟! لا يصحَ لك أن تنظر إليه إلَّا برحمةٍ ورأفة، هكذا ورد في الروايات، هكذا أدبَّنا أهل البيت عليهم السلام.
استفتاء عن حدود طاعة الأب

وهنا نذكر إجابة شاملة عن سؤال، وهو: ما هي حدود طاعة الأب؟ وقد ورد الجواب في موقع مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله.
السؤال: ما هي حدود طاعة الأب والأم؟
الجواب: الواجب على الولد تجاه أبويه أمران:
 الأول: الإحسان إليهما، بالإنفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما، فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول بحسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف.
 الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً، وإن كانا ظالمين له، وفي النص: «وإن ضرباك فلا تنهرهما، وقل: غفرالله لكما». 
هذا فيما يرجع إلى شؤونهما، وأما فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه، مما يترتب عليه تأذي أحد أبويه فهو على قسمين:
1ـ أن يكون تأذيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرف المؤدي اليه، سواء نهاه عنه أم لا.
2ـ أن يكون تأذيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبه الخير لولده دنيوياً كان أم اَخروياً.
ولا أثر لتأذي الوالدين إذا كان من هذا القبييل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. (9)