مجلة ريحانة الالكترونية

وقفة مع الرحيل ..


أخفتت قناديل الشهر الفضيل من ضيائها معلنة عن قرب الرحيل.. ثم هاهو قد رحل ! .. رحل ليعود الدعاء معلقًا بين الرد و الإجابة ، و نوم العبادة يعود نومًا اعتياديًا لا يعدو كونه قسطًا من الراحة ، و أنفاس التسبيح تنتهي فتعود أنفاسًا عادية ، تصعد و تنزل طالبة مدد الحياة ، لربما نالت شرف العود لشهر رمضان لسنة قادمة ..

ارتفعت تلك المائدة الربانية التي دعانا لها الرب الكريم بكل تحنن ، فهل تُرانا أحسنّا أدب الضيافة فيها ؟ و هل تُرانا أشبعنا جوع أرواحنا و أروينا ضماها ؟ هل تزودنا من صفائح مُلئت و كؤوس دَهِقت بأصناف الأجر و الثواب ؟؟!! أم بخسنا أنفسنا حقها و سنغادرها كما ألفيناها !!
هل تشبعت أرواحنا بقداسة آيات حكيمة و طُبعَت في خواطرنا عبارات أدعية كريمة؟ أم ما طُبع هو صورمشاهد و قصص مسلسلات ما عسى يكون قدر قيمتها إن وجِدت !
هل أتانا العيد بفرحة قبول أعمالنا ؟ أم ظهرنا للملكوت الأعلى بصورة الجاهل الذي يهني و يفرح بشقاه ؟! شهر رمضان بما يحمل من أيام هي أفضل الأيام ، و ساعات هي أفضل الساعات ، و من ليلة نالت وسام شرف فاق ألف شهر ، هل كان محطة تربوية ستترك أثرها على سلوكيات مجتمعاتنا؟! أم ستكون كغيرها من محطات مرّت و تمُر و الحال نفس الحال ؟!

اللهم بنهاية شهرك الفضيل تقبل منا القليل و جازه بالكثير .. بدّل سوء حالنا بحسن حالك .. أنت كما نحب فجعلنا كما تحب ، آتي أنفسنا هُداها و زكّها أنت خير من زكّاها .. اللهم و انظر في أمور و مكنون حوائج أمة نبيك المصطفى ، أصلح أحوالهم ، و فرج كروبهم ، و أدخل السرور على قلوبهم بقضاء حوائج الخير بمحمد الأمجد و آله الغُر المطهرين ..

كل عام و الأمة الإسلامية بخير و هدى ..

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه