مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قد جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه ذكر قيام الليل ففاضت عيناه حتى تحادرت دموعه فقال

: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ).
( يدعونَ ربّهم خوفاً وطمعاً ) :
يتركون المخادع ويشرعون في مناجاتهم وصلواتهم وهم في حالة مزيجة بين الخوف والطمع.
الخوف : من عذاب الله وعقابه.
والطمع : برحمته وعفوه.
وهؤلاء المؤمنون لا يقتصرون على واجباتهم العبادية إزاء الخالق سبحانه ، بل هم ـ في الوقت نفسه ـ يلتفتون إلى واجباتهم الإجتماعية إضافة إلى الواجب الروحية.
ففي الوقت الذي تراهم يحنون إلى الليل وإلى هدوئه الشامل الذي يخيم على المخادع نراهم يؤدون ما عليهم أزاء هؤلاء المعوزين لينفقوا بما فرضه عليهم الواجب الإجتماعي وقد أخبرت عنهم الآية في قوله سبحانه :
( ومما رزقناهُم يُنفقون ) :
الصلاة عبادة روحية والإنفاق عبادة إجتماعية وكلا هذين عبادة ، وهل يتركهم الله وهم يتقربون إليه ويتشوقون للقائه وللوقوف بين يديه ؟.
وتتولى الآية نفسها الجواب على ذلك فيقول سبحانه :
( فلا تعلمُ نفسٌ ما اُخفيَ لهم من قُرًةِ أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملونَ ) (١).
وصحيح أنهم لا يعلمون ما أخفي لهم فالإنسان في تكفيره محدود مهما ذهب به الأمل بعيدا ، ولكن رحمة الله واسعة ، وليبق الجزاء لهم مذخوراً لا يعلم به أحد إلى يوم يلقونه ، ولتقر به أعينهم يوم الجزاء.
*************************
(١) سورة السجدة / آية : ١٧.