مجلة ريحانة الالكترونية

هل من المفيد لطفلك النوم بجانبك ؟

من منّا لا يتذكر سرير العائلة؟ فحينما كان يراودني حلم مُفزع أو كنت أمر بأيام عصيبة، كنت أتوجه إلى حضن أمي وأنام في سريرها، حتى إنني أتذكر جملة “ماما تعالي نيميني”، اعتدت عليها حتى وصلت للمرحلة الإعدادية، فآخر وجه أحب أن أراه قبل النوم هو وجه أمي.

على الرغم من ذلك، هناك الكثير من الناس يحذرون من نوم الطفل مع والديه، أو اعتياده على أن تنام معه أمه إلى أن يستغرق في النوم، حتى إن حماتي لا تملّ من تذكيري بضرورة تنويم حمزة ابني في سرير منفصل، لأنه أصبح مدركًا وواعيًا لما يدور حوله، وهو لم يتم العامين بعد، فهل حقًا النوم بجانب الطفل عادة سيئة، وعلينا أن نكفّ عنها؟

الشعب الياباني اعتاد على تنويم الطفل بجوار والديه، وعندما يأتي طفل آخر إلى الأسرة، ينتقل الطفل الأكبر سنًا إلى النوم مع جده وجدته، تلك هي عادتهم، والغريب أن الدراسات أثبتت أن معدلات ظاهرة الموت المفاجئ للرضع هي أقل ما يُمكن في اليابان.

فإليكِ إذًا عشر فوائد لنوم طفلكِ معكِ، أو استلقائكِ بجانبه متى تطلب الأمر:

تعزيز استقلالية الطفل
على عكس ما هو متوقع وسائد بأن الطفل الذي ينام مع والديه يكون أقل استقلالية وأكثر اعتمادًا على والديه، تظهر علامات الاستقلالية على الطفل الذي ينام مع والديه أسرع من غيره، لأنه لا يمر بقلق الانفصال عن الوالدين، كذلك قلمًا يُلاحظ عليه عادات، مثل مصّ الأصابع أو الارتباط بأشياء يستمد منها الأمان، مثل الدُمى أو البطاطين المُحببة لبعض الأطفال.

كلما زاد ارتباط الطفل بكِ، أصبح أكثر استقلالية وزاد شعوره بالأمان فيما بعد.

كذلك، فإن قرب الطفل من أمه يساعد على إفراز هرمون الحب “أوكسيتوكين”، الذي يلعب دورًا هائلًا في توطيد العلاقة بينكِ وبين طفلكِ، وفي تحسين طبيعة نومكِ وزيادة إفراز حليب الثدي، كذلك فقضاء الوقت معًا في المساء يمنحكِ أنت وطفلكِ بعض الوقت بعيدًا عن الانشغالات اليومية.

الحد من شعور الطفل بالتوتر والإجهاد النفسي
إن الأطفال الذين ينامون مع والديهم أقل عُرضة للإصابة بالضغط النفسي أو الاضطرابات النفسية، فهم يكونون أكثر سعادة ورضا عن أنفسهم، كذلك يزيد شعورهم بالأمان للاطمئنان بوجود الأم بجانبهم.

تعزيز النمو العقلي والجسماني
يؤكد أطباء الأطفال أن نوم الطفل مع أمه يساهم في نموه جسمانيًا وعقليًا وعاطفيًا بصورة أفضل، فربما شعوره بحنانها وتغذيته على نحو أفضل (في حالة الرضاعة الطبيعية ليلًا) هو ما يُحفز جسمه على النمو.

الحد من حالات الموت المفاجئ للرضع
تزيد احتمالية موت الرضع المفاجئ عندما ينامون بمفردهم، فشعور الطفل بأمه بجانبه في أثناء النوم يعمل على تنظيم نفسه ومعدل ضربات قلبه واعتدال درجة حرارة جسمه وتحسين نوعية نومه، إذ تزيد مستويات هرمون الإجهاد “الكورتيزول” عندما يُترك الطفل يبكي ليلًا، ما قد يتسبب في إعاقة تطور المخ، ويُصبح أكثر عرضة للأمراض العقلية والجسمانية والشعور بالتوتر النفسي.

تيسير تلبية احتياجات الطفل في أثناء النوم
الرضاعة في أثناء الاستلقاء بجوار الرضيع تمنح الأم شعورًا أفضل بالراحة والاسترخاء، لأنها ليست مضطرة للاستيقاظ والنهوض من السرير لإرضاع طفلها، ما يجعلها أكثر انتباهًا ونشاطًا في الصباح.

كثيرًا ما يستيقظ حمزة بسبب شعوره بالعطش، وبالطبع وجود زجاجة بجانبي وإعطائها إياه أسهل بكثير من النهوض والذهاب إلى سريره أو غرفته لسد عطشه.

كذلك من السهل تفقد حالته ليلًا وتغطيته، لأن أغلب الأطفال يلقون الأغطية من عليهم في أثناء النوم، خاصة إذا كانوا يشعرون بالحر.

توطيد العلاقة بين الطفل وأبويه
يزيد شعور الطفل بالسعادة وارتباطه عاطفيًا بأبويه أكثر من الأطفال الذين ينامون بمفردهم، فالنوم مع الأبوين يمنح الطفل ساعات من التواصل مع العائلة وتبادل الشعور بالحب، حتى وإن كان ذلك في أثناء النوم، فكثيرًا ما يستيقظ حمزة ويطبع على خدى قبلة ثم يواصل نومه، وليس لدي تفسير لهذا الفعل سوى شعوره “بالامتنان”.

الحفاظ على مخزونكِ من الحليب
يكون مخزون الحليب أعلى ما يكون في ثدي الأم في آخر الليل، ونوم الطفل بجانب أمه يُساعدها على تفريغ الثدي أولًا بأول، ما يزيد من إفراز الحليب، كذلك يحد من الآلام الناتجة عن امتلاء الثدي وتحجره بسبب تباعد الفترات بين الرضعات ليلًا.

وهذه 6 أمور يجب مراعاتها لتوفير الأمان للرضيع في أثناء النوم بجانبه

على الرغم من المزايا الكثيرة للنوم بجانب الرضع، تبقى مسألة الأمان عائقًا أمام ذلك، فقد تخشين على الرضيع من تقلبكِ أو إيذائه في أثناء النوم، لذا ثمّة بعض الاحتياطات عليكِ مراعاتها:

استخدمي ملاءة وأغطية سرير غير متحركة مع الرضيع واحرصي على وضعها بعيدًا عنه.
2. يجب ألا يتعاطى الآباء أي مخدرات أو يسرفوا في شراب الكحول أو أي أدوية مهدئة.
3. إذا كنتِ أنتِ أو الأب مدخنين، يجب أن ينام الرضيع في سرير منفصل.
4. لا تدعي الرضيع ينام مع طفل أقل من سنة.
5. إذا كان الطفل يرضع صناعيًا، ينبغي عليه النوم في سرير منفصل.
6.- إذا كنتِ تعانين من السمنة أو من اضطراب النفس في أثناء النوم، ينبغي أن ينام الطفل في مكان منفصل.
أما عن الأطفال الأكبر سنًا، الذين اعتادوا على النوم بمفردهم، فماذا لو طلب أحدهم منكِ أن تنامي معه لبضع دقائق؟

قد يظن بعض الأمهات أن الاستلقاء بجانب الصغير، حتى يستغرق في النوم عادة خاطئة، لكن هذا الفعل صحي تمامًا للطفل، فعندما يطلب منكِ ذلك، يستجدي الشعور بالأمان وقد يكون مر بأوقات عصيبة في أثناء النهار أو يشعر ببعض التوتر، ووجودك بجانبه يجعله يشعر بتحسن ويزيد شعوره بالأمان.
كذلك فهي فرصة رائعة ليحظى ببعض الوقت معكِ ليتحدث عن يومه وعن أصدقائه وعما مر به قبل النوم، فكثير منا حتى الأطفال يحب الكلام قبل النوم.

عندما يطلب منكِ طفلكِ النوم بجانبه، وتتركين ما عليكِ من مهام مثل تنظيف المطبخ أو التجهيز لطعام الغد، وتستجيبين له على الرغم من التعب والإرهاق الذي تشعرين به في نهاية اليوم، يؤكد له ذلك ضمنيًا أنه أهم شيء لكِ في الكون.

ضعي دائمًا في اعتباركِ أننا نعيش مع أطفالنا لمدة محدودة، فيجب أن يكون وقتنا معهم وقتًا ثمينًا.

بعد كل ذلك، يجب أن تختار كل أسرة ما يُناسبها، وعلى الأرجح، فإن النوم بجانب الطفل يمنحكِ أنتِ وهو نومًا هادئًا.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه