مجلة ريحانة الالكترونية

هذه العادات تقوي من ذاكرة طفلك وترفع من مستويات التركيز لديه

سلم من قال أن العلم في الصغر كالنقش على الحجر والعلم في الكبر أصعب من النقش على الحجر؛

فاﻷول يترسخ ويحفر في الفكر والذات الانسانية، والثاني يستغرق وقتا وعناء وجهدا في سبيل إنجازه، حيث أن الأطفال يولدون بالفطرة مع ذاكرة قوية وقدرة هائلة على تخزين المعلومات والاحتفاظ بها لوقت طويل جدا قد يتجاوز العشرات من السنين، وذلك على عكس الكبار. ولإن تعد هذه القاعدة صحيحةً بنسبة كبيرة، فإن الأمر لا يخلو من بعض الاستثناءات، إذ من الممكن أن يعاني بعض الصغار من ضعف فادح في الذاكرة وعدم القدرة على الانتباه والتركيز، خاصةً فيما يتعلق بالتعلم وبآداء الواجبات المدرسية؛ وهو ما من شأنه أن يبث الكثير القلق في نفوس الأولياء. هل تعانين من نفس المشكلة مع طفلك سيدتي؟ لا تدعي الأمر يثير انزعاجك بالمرة؛ فالحلول موجودة ولا تتطلب منك سوى التحلي بالقليل من الصبر، وذلك عبر تعويد ابنك على مجموعة من العادات الصحية التي ستساهم حتما في تنشيط ذاكرته وتحفيز القدرة على الإدراك لديه. طبعا أنت متلهفة الآن للتعرف على هذه العادات من أجل تطبيقها حالا، ندعوك إذا إلى اكتشافها في الأسطر الموالية من هذا المقال. تابعي معنا!

    4  عادات لتحفيز ذاكرة طفلك وتعزيز القدرة على التركيز لديه

1.  العادة الأولى : اهتمي جيدا بغذاء طفلك

أنت تعلمين جيدا سيدتي أن أول أسرار المحافظة على جسم سليم يكمن دائما في المواظبة على نظام غذائي متوازن. وعلى غرار بقية الأعضاء الأخرى، يحتاج الجهاز العصبي لطلفك إلى مجموعة من الأطعمة الصحية والمتكاملة، والتي تشتمل خاصةً على نسبة عالية من أحماض الأوميغا 3، والمعروفة بقدرتها العالية على التحكم في مستويات الذاكرة عند الاطفال، بالإضافة أيضا إلى فعاليتها في مقاومة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، وذلك لأنها تعمل على تخفيض مادة البيتا أميلويد في الدم، والتي تتسبب عادةً في تدمير خلايا الدماغ. طبعا أنت لست في حاجة إلى أن نذكرك سيدتي بأن أحماض الأوميغا 3 تتواجد خاصةً في أسماك كل من التونة والسالمون والرنجة، بالإضافة أيضا إلى فول الصويا واللفت وبذور الكتان. أما عن العناصر الأخرى التي من شأنها أن تساعد على تحفيز الذاكرة، فنذكر الفيتامينات، وخاصةً منها فيتامينات C وB6 وB12. احرصي إذا على أن تحتوي وجبات طفلك على أطباق سلطة الخضروات وسلطة الفواكه الغنية بالخس والخيار والطماطم والجزر والفليفلة الملونة، أو تلك المركزة بالموز والفراولة والكيوي والبرتقال واليوسفي والجوافة والتفاح.
2. العادة الثانية : احرصي على أن ينام طفلك بشكل صحي

أثبتت إحدى الدراسات العلمية التي كانت قد أجريت بجامعة “متشجين” بأن النوم أثناء الليل يجعل المخ قادرًا على القيام بعملية معالجة للمعلومات في العقل اللاواعي؛ مما من شأنه أن يؤدي إلى تنشيط الذاكرة وتحسين مقدرتها على العمل، بالإضافة أيضا إلى حمايتها من مرض الخرف والزهايمر. احرصي إذا سيدتي على تعويد طفلك على الخلود إلى سريره باكرا خلال الليل وتجنيبه السهر لساعات طويلة حتى يحصل على قدر كاف من الراحة ولا يتولد لديه الاحساس بالكسل والخمول، ولا تنسي في النهاية أن النوم خلال النهار من الممكن جدا أن تكون له نتائج عكسية، فاحذري إذا من هذه العادة.
3. العادة الثالثة : حفزي طفلك على ممارسة التمارين الرياضية

أنت لست في حاجة إلى نذكرك سيدتي بالكم الهائل من فوائد الرياضة الصحية والنفسية على الأفراد، سواء كانوا من البالغين أم من الصغار، ولعلك لا تعرفين أنه من ضمن هذه المزايا هي المحافظة على نشاط ذاكرة طفلك وتحسين مقدرتها على العمل بشكل جيد، بالإضافة إلى تعزيز القدرة لديه على التركيز والاستيعاب بطريقة أفضل. احرصي إذا سيدتي على تحفيز طفلك على القيام بالتمارين الرياضية في المنزل أو قومي بتسجليه في أحد النوادي من أجل تدريبه على ممارسة نشاط ما، كالسباحة والغوص والباليه، أو أيضا رياضات المشي والجري والقفز، أوحتى تلك المتعلقة بالدفاع عن النفس، على غرار الكاراتيه والجيدو وغيرهما؛ إذ تساهم جميع هذه الأنشطة الرياضية في شد عضلات الجسم، وزيادة تدفق الدم إلى خلايا الدماغ وأنسجة المخ؛ مما يجعله أكثر نشاطا وقدرةً على الانتباه.
4. العادة الرابعة :  عودي طفلك على مواجهة التحدي مع الألعاب الذكية

إذا كنت ترغبين في ضرب عصفورين بحجر واحد، فيمكنك أن تجعلي طفلك يكتفي بحاجته إلى اللعب ويحسن في الآن ذاته من نشاط ذاكرته ومن قدرته على التركيز والتفكير؛ وذلك عبر تعويده على التسلية من خلال مواجه التحدي مع البعض من الألعاب الذكية، على غرار لعبة العد التنازلي والتصاعدي، ولعبة المعلم، ولعبة الصفات وعكسها؛ أي أن تقولي صفةً ويجيبك هو بعكسها، إلى جانب أيضا لعبة البازل وتركيب الصور، والتي تساهم كثيرا في تنمية الذاكرة وتنشيط الذهن والتركيز. احرصي أيضا بين الوقت والآخر على أن تطلبي من ابنك بأن يقوم برسم بعض الأشكال الهندسية أو الحيوانات أو الفواكه؛ فذلك سيزيد من توسيع من القدرة لديه. أما ألعاب الشطرنج والسودوكو، والكلمات المتقاطعة، وأيضا ألعاب الورق، فإنها تساهم بشكل كبير في توسيع مدارك الطفل وتحفيزه على مزيد التركيز.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه