مجلة ريحانة الالكترونية

نماء الانفاق

صور القرآن للفرد النماء الحاصل من الإنفاق كنماء الكسب والتجارة

بدأ يضرب له مثلاً يعيشه الفرد أيضاً في هذه الحياة ذلك هو مسألة الأرض والزرع هذا المنظر المألوف لكل أحد حيث يرى الفرد منا الزارع في الحقل يزرع ويسقي وينتظر ليحصل من وراء هذا الزرع النماء الذي يباركه الله.
لذلك جاءت الآيات الشريفة تقرب عملية الانفاق وحصول البركة فيه إلى الأذهان بهذا النوع من التشويق وكلاهما واحد يزرع الزارع ، وينتظر رحمة ربه ، وينفق المنفق ويتنظر عطاء ربه.
يقول سبحانه :
( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوبة أصابها وابل فأتت اكلها ضعفين فأن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير ) (١).
( الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله ) هذه العملية تماماً كمثل جنة بربوبة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين ، والربوبة المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الانهار وعندما يصيبها المطر تنبت تلك الربوة فتؤتي ثمارها ضعفين بركة من الله في ذلك النتاج.
وكذلك في العملية الإنفاقية يضاعفها الله بركة منه على عبده.
فعن قتاده قال :
« هذا مثلٌ ضربه الله لعمل المؤمن يقول : ليس لخيره خلف كما ليس لخير هذه الجنة خلف على أي حال ان اصابها وابل ، أو اصابها طل وهو الرذاذ من المطر أي اللين منه » (٢).

 

 يقول الله تعالى :
( مثلُ الذين ينفقونَ أموالهم في سبيلِ اللهِ كمثلِ حبّةٍ أنبتت سبعَ سنابل في كلّ

سنبلةٍ مائةُ حبّةٍ والله يضاعف لمن يشاءُ واللهُ واسعٌ عليم ) (سورة البقرة / آية : ٢٦١).
وليس كل نماء يؤتي أكله ضعفين كما في الآية السابقة ، بل بعض النماء يتضاعف فيصل إلى سبعمائة كما تصرح به هذه الآية الكريمة فهي حبة واحدة أنبتت سبع سنابل وفي كل سنبلة مائة حبة ، وطبيعي أن يكون ناتج كل حبة سبعمائة حبة ومثل ذلك أجر من أنفق.
فعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :
« ومن أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة » (الدر المنثور في تفسيره لهذه الآية).
وفي حديث آخر :
« ومن أنفق في سبيل الله ضعفت له نفقته الدرهم بسبعمائة. والدينار بسبعمائة » (الدر المنثور في تفسيره لهذه الآية).
( والله يضاعف لمن يشاء ) :
فالقضية تعود إليه : وتناط بكرمه ولطفه فهو يضاعف لمن يشاء ولا حرج في ذلك عليه ولا ينقص من ملكه شيء ، وان من يبخل هو الذي يخالف الفقر ، وهو الإنسان اما الله فلا يخاف فقراً ، ولا نهاية لعطائه إذ لا حد لملكه ولا حد لعطفه.
( والله واسع عليم ) :
وانما يضاعف لمن يشاء ولا يخشى الفقر لأنه واسع في عطائه واسع في رزقه واسع في فضله لا يعطي على قدر ما يصل إليه ، بل عطاء ثر ولطف عميم.


*************************
(١) سورة البقرة / آية : ٢٦٥.
(٢) الدر المنثور في تفسيره لهذه الآية ٢٦٥ من سورة البقرة.

 

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه