مجلة ريحانة الالكترونية

ميزان المرأة الصالحة في القرآن

ليس لأحدِ أن يتجاهل ويغفل ما تقوم به المرأة في المجتمع خصوصا أنها تشكل مركزا ومحورا

في عملية التربية الأسرية وتتوقف سعادة وانهيار الأسرة وتحديد علاقات الأبناء وتقوية أواصر المحبة ورسم طريق المستقبل لأبنائها  يأتي بفضل سياسة وحكمة المرأة في أدارة شؤون البيت والتي تقضي شطرا كبيرا في تنظيم تلك الخدمات، بل تعمل على تهيئة أجواء خاليه من الصخب والضوضاء من اجل رسم السعادة الحقيقية ويعم الإبداع  لينهل منه الجميع ربما  لايحتاج الرجل إلى امرأة متعلمة كشرط في رسم المستقبل وإدارة شؤون الأسرة, فكم من عالم طابت له الحياة مع زوجه جاهلـة , وتجرع ألف غصة وغصة مع زوجة مثقفة ومتعلمة.

 

يتوقف ذلك على حسن التدبير والقناعة والإيمان ,والمرأة الصالحة تترك أثراً في قلب الرجل سيما إذا تحملت المصاعب وتخلت عن زينة الدنيا لحلاوة الآخرة , ويقول الرسول محمد صل الله عليه واله (خير متاع الدنيا المرأة الصالحة) فقد تزوج رسولنا الكريم عددا من النساء لظروف الدعوة في مهدها الأول وما الت إليه تداعيات المعارك الإسلامية , الا أن الأثر الذي تركته السيدة خديجة بنت خويلد في قلبه لم يزل يتذكرها بعد وفاتها حتى مماته وقد قال الرسول صل الله عليه واله في حق خديجة بنت خويلد (والله ما أبدلني خيرا منها , أمنت بي حين كفر الناس  وصدقتني إذ كذبني الناس  وواستني بمالها إذ حرمني الناس , ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء) فالمرأة الصالحة تكرُم وبفضل عقلها وحسن تدبيرها رفدتنا بجيل من الشباب يحتل مواقع ويثابر في غلق كل فجوة لا تتناسب مع المبادئ والأهداف التي تربى عليها , و يساهم في البناء والحضارة  ويعمل جاهداً في  إشاعة روح المحبة كما يتميز بالأمانة والإخلاص واحترام حقوق الآخرين كل ذلك ينعكس في رقي المجتمعات ويقل فيه الظلم والإجحاف وربما سنحصل على خط بياني منحدر جدا بخصوص ارتكاب الجرائم , اما بخصوص كتاب الله القرآن الكريم الذي لم يغفل عن شاردة وواردة إلا وذكرها بالتفاصيل , فقد جاء ذكر المرأة كنموذج صالح تم ذكره لتعطي أبهى صورة للمرأة التي أثارت من اجل العقيدة وتحملها الصبر وإيمانا برسالات الله وأنبيائه كما جاء في سورة التحريم الآية (11)((وضرب الله مثلا للذين آمنو امرأة فرعون )) كما ورد أيضا اسم زوجة النبي إبراهيم عليه السلام سارة بنت عمه أم إسحاق في قوله تعالى (وامرأتهُ قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) هود اية (71) وأيضا جاء ذكر زوجة عزيز مصر في سورة يوسف اية (21) (قال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه) وهي (زليخا) التي أحبت النبي يوسف عليه السلام وأمنت به فلم ترتكب الفحشاء معه ثم تزوجها بأمر الله, وهنالك العشرات من الآيات التي رسمت لنا صورة المرأة الصالحة في القرآن الكريم , وبالمقابل فقد ذكر القرآن الكريم بعضا من الآيات تشير الى النماذج السيئة واستعرض لأفعالهن المؤذية ليقارن بين المرأة المثالية حتى ولو كانت تحت اشر البشر , ومن كانت تحت نبي لكنها عصت الله ورسوله والعدالة تتطلب ان يكون ميزان الحق هو الذي يرفع المؤمنة ويشهر الكافرة وكلا يأخذ بما تكسبه أيديه وأفعاله ومن النماذج السيئة التي ذكرها القرآن الكريم هي امرأة نوح ولوطٍ والتي كانت خيانتهما في الدين وليس في الفاحشة كما جاء في سورة التحريم اية (10) ((ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوحٍ وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا الصالحين)). وفي سورة المسد (وأمرته حمالة الحطب) وهي أم جميل بنت حرب بن أمية كانت تحمل الشوك فتضعه في طريق رسول الله وأمام منزله , ولهذا اهتم  أئمة أهل البيت باحترام النساء وتقديرهن وقد ورد عن الأئمة عليهم السلام المرأة ريحانة وليس بقهرمانة , وفي تعبير اللغة العربية القهرمان: هو العامل او الخادم المحترم. وما أنصف النساء ووضعهن في مراتب التقدير وإعطاء حقوقهن هو الإسلام  بعد ان غيبت حقوق ورأي المرأة وتعاملت معها الدول المتقدمة آنذاك رومانيا واليونان على أنها سلعة ولا يسمح لها بالمشاركة وفقط كانت هي إشباع حاجات الرجل تباع وتشترى, وبعد بزوغ الإسلام وضعت القوانين الإلهية لصالحها من تقسيم الإرث وحقق لها الاختيار وأوص الرسول في أخر خطبته حيث قال (أوصيكم بالنساء خيراُ فأنهن عوان عندكم) ,ورتب حالها وأمرها بالحجاب حفاظا لعفتها وقيمتها الاجتماعية , مع العلم أن أكثر التجارات نموا في العالم اليوم هي المتاجرة بالنساء وأكثر الدول سؤ في هذا المجال هو الكيان الصهيوني حيث تجتمع النساء والبنات تحت عنوان (إيجاد العمل والزواج) ولا يختلف الأمر اليوم في الدول الغربية حيث يركز على النساء في ترويج السلع والمبيعات عن طريق الإعلانات الخليعة التي  فيها إثارة من الصور المشينة للأخلاق العامة من اجل وتمشية الأمور التجارية على حساب جسد المرأة , والغريب ان الحجاب في أكثر من دولة أوربية يحارب تحت عنوان الحجاب هو شعار حركة دينية ونحن لانريد ان نطرح المظاهر الدينية في مجتمعاتنا العلمانية فالسياسة الغربية تعارض فكرة الحجاب لان الأساس مبني على الإثارة والمتعة. وبهذا تجد انتشار الإعمال الإباحية وبشكل علني أمام أعين الناس سيما أصبحت المسألة طبيعية عند الأسرة الغربية المتفككة , ومع ذلك فالإسلام يحارب التخلف ويطمح ان تكون للمرأة دورا رياديا مع الاحتفاظ على كيانها وديمومة استمرارها كأسا س لبناء الأسرة الصالحة.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه