مجلة ريحانة الالكترونية

ما هي الفترة المناسبة لتعليم الأطفال الثقافة الجنسية؟

التربية لغة بمعنى الرشد و النمو، و في الاصطلاح هي: تنمية الاستعدادات الباطنية. و

قد اهتم الاسلام بالتربية على المستويين البدني و الروحي (المعنوي) معاً؛ لكنه أولى الامور التي تتعلق بروح الانسان و هويته الحقيقية اهتماماً خاصاً و من هنا ركز الاهتمام على التربية الروحية كثيراً.
و لاريب أن التربية الجنسية للطفل تمثل احدى الابعاد التربوية المهمة و الاكثر حساسية لما تقوم به من دور في سعادة الانسان و شقعائه المستقبليين. و يمكن تصنيف التعليمات الاسلامية في هذا المجال الى ثلاثة اصناف تمثل ثلاث مراحل من عمر الانسان:
الف: ما قبل سن التمييز: فقد حث الاسلام الآباء على إخفاء عملية المقاربة الجنسية و الجماع عن مرأى الاطفال.
ب : مرحلة سن التمييز: أكد الاسلام في هذه المرحلة على الامور التالية:
۱. فصل فراش الاطفال عن فراش الوالدين.
٢. أمر الاطفال بالاستئذان في الدخول على الوالدين في أوقات معينة.
۳. الفصل بين فراش الاطفال أو ما يعبر عنه بالتفريق في المضاجع.
۴. حث الوالدين على الاحتشام في اللباس.
ج: مرحلة البلوغ: فقد أكد الاسلام بشدة على توفير الارضية المناسبة للزواج و حث الوالدين على السعي في تحقيق هذا الامر لأجل اشباع الغريزة المتأججة لدى الشباب.
إهتم الاسلام بتربية الأطفال إهتماماً كبيراً. و من هنا نراه قد تابع القضية من قبل أن تنعقد نطفة الطفل مروراً بسائر مراحل العمر الأخرى و وضع المعالجات لكل مرحلة و رسم الخطط لها، فاذا ما التزم الانسان بها و طبق تلك التوصيات فلاريب سوف يحصل على درجة عالية من التربية الروحية و البدنية.
و من الامور المهمة في هذا المجال قضية التربية الجنسية و تربية الطفل على أساس الحياء و العفة إنطلاقاً من التوصيات القيّمة التي وصى بها الاسلام.
و يمكن تصنيف التعليمات الاسلامية في هذا المجال الى ثلاثة أصناف تمثل ثلاث مراحل من عمر الانسان:
الف: مرحلة ما بعد الولادة و قبل بلوغ سن التمييز (أي قبل أن يصل الانسان الى مرحلة يميّز فيها بين الحسن و القبيح و الجيد و السيئ)، فمن أهم التوصيات في هذه المرحلة هي حث الوالدين على إخفاء عملية المقاربة الجنسية عن أعين الاطفال، و هذا ما اشار اليه الحديث المروي عن النبي الاكرم (ص) و الذي قال فيه: " و الَّذي نفسي بِيَدِهِ لو أَنَّ رجُلًا غَشِيَ امْرَأَتَهُ وَ فِي الْبَيْتِ صَبِيٌّ مُسْتَيْقِظٌ يَرَاهُمَا وَ يَسْمَعُ كَلَامَهُمَا وَ نَفَسَهُمَا مَا أَفْلَحَ أَبَداً إِذَا كَانَ غُلَاماً كَانَ زَانِياً أَوْ جَارِيَةً كَانَتْ".[۱]
ب: مرحلة التمييز و قبل الوصول الى سن البلوغ: إن أكثر التوصيات الأسلامية ناظرة الى هذه المرحلة من مراحل العمر لما تمتاز به من حساسية مفرطة و دور فاعل في مصير الإنسان، من هنا نرى الاسلام ذكر مجموعة من الارشادات للاطفال و الآباء معا، منها:
۱. تعليم الأطفال المميزين الآداب الشرعية؛ كآداب المعاشرة مع الجنس المخالف، آداب الطهارة و الستر؛ و من الافضل هنا أن تتولى الأم تربية البنت و يتولى الأب تربية الولد.
٢. أمر الأطفال بالاستئذان في الدخول على الوالدين في أوقات معينة. فقد أكد الإسلام على ذلك و حثّ على تعليم الاطفال هذه الاصول الاخلاقية لأجل تجنيب الاطفال مشاهدة المظاهر الجنسية التي تحصل بين الوالدين، و قد أشار القرآن الكريم الى هذه القضية في قوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَ الَّذينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَ حينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهيرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَ لا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى‏ بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَ اللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ * وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَ اللَّهُ عَليمٌ حَكيم‏﴾.[٢]
۳. حث الوالدين على الاحتشام في اللباس أمام الاطفال. و قد عللت الآية المباركة عدم السماح في الدخول على الآباء في تلك الفترة لأنهم لا يرتدون عادة الملابس المحتشمة الامر الذي يكشف عن ضرورة ارتداء الملابس المحتشمة في غير تلك الفترات.
۴. الفصل بين فراش الاطفال أو ما يعبّر عنه بالتفريق في المضاجع؛ روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: "الصَّبِيُّ وَ الصَّبِيُّ وَ الصَّبِيُّ وَ الصَّبِيَّةُ وَ الصَّبِيَّةُ وَ الصَّبِيَّةُ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ لِعَشْرِ سِنِينَ".[۳] و عن الإمام الصادق (ع): "يُفَرَّقُ بَيْنَ الْغِلْمَانِ وَ النِّسَاءِ فِي الْمَضَاجِعِ إِذَا بَلَغُوا عَشْرَ سِنِينَ".[۴]
۵. إبعاد الاطفال عن المهيّجات الجنسية؛ كاجلاس الطفلة على فخذ الاجانب، ابتعاد الاباء عن الحركات المهيجة أمام اطفالهم، الاجتناب عن تقبيل الأطفال من الجنس المخالف و المميز؛ التفريق بين الاطفال في المضاجع.
ج: مرحلة البلوغ و ما بعدها: فقد أكد الاسلام بشدة على توفير الأرضية المناسبة للزواج و حث الوالدين على السعي في تحقيق هذا الأمر لأجل إشباع الغريزة المتأججة لدى الشباب.

المصادر:

[۱] الكليني، الكافي، ج۵، ص۵۰۰.
[٢] النور،۵۸-۵۹.
[۳] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج۳، ص۴۳۶، انتشارات جامعة مدرسين، قم، ۱۴۱۳ ه. ق.
[۴] اصول الكافي، ج۶، ص۴۷.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه