مجلة ريحانة الالكترونية

ما هو المقصود من التغذية العاطفيَّة للطفل؟

 

المقصود بها هنا المحبة وإظهارها للطفل، فهي الغذاء الروحي الأول لشخصيته،

وإعطاء العاطفة للطفل يتم من خلال أمور:
أ- التعبير الكلامي:
والتعبير الكلامي أسلوب ندبت إليه الروايات، كما أن ذلك كان من فعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت، فهذا الرسول يقول عن الحسن والحسين عليه السلام: "اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما"(۱).
ومن كلام أمير المؤمنين يخاطب به ولده الحسن بكلمات بليغة يفيض منها الصدق وتعبق بحنان الأبوة الجارف فيقول له: "...
ووجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني"(٢).
وليعلم الأب والأم الكريمان أن محبة الأطفال زيادة عن كونها غريزة إنسانية جعلها الله في كل إنسان، فهي من الأمور التي يحبها الله تعالى في عباده، بل جعلها من الأعمال ذات الفضل الكبير عنده، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: قال موسى: "يا رب أيّ‏ الأعمال أفضل عنك؟ قال: حبُّ الأطفال، فإني فطرتهم على توحيدي، فإن أمَتُّهُمْ أدخلتهم جنتي برحمتي"(۳). وفي رواية أخرى أن الله تعالى يشفق على المحب لولده فينزل عليه الرحمة لأجل حبه له، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ‏ الله عز وجل ليرحم العبد لشدةِ حبِّه لولده"(۴).
ب- تقبيل الولد:
من الأمور التي تشحن الولد بالعاطفة التقبيل، فقد كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يقبّل الحسن والحسين عليه السلام فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لا يرحم لا يُرحم"(۵).
ولتقبيل الولد ثواب كبير عند الله تعالى؛ ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجةً في الجنَّة مسيرةَ خمسمائةِ عامٍ"(۶).
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قبَّل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرّحه فرَّحه الله يومَ القيامة..."(۷).
ج- التّصابي لهم:
فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان عنده صبي فليتصاب له"(۸).
والمقصود من التصابي أن لا يتوقع الوالد من ولده سلوك الكبار، بل على العكس، فعلى الوالد أن يتواصل مع الصبي بأسلوبه وبحسب عمره، وقد ورد أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان يلاعب الحسن والحسين عليه السلام ويتصابى لهما، ففي الرواية عن جابر قال: "دخلت على النبي والحسن والحسين عليه السلام على ظهره وهو يجثو لهما ويقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما"(۹).

المصادر:

۱- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج‏۳۷، ص ۷۴.
٢- نهج البلاغة، خطب الامام علي عليه السلام، ج‏۳، ص ۳۸.
۳- مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج‏۶، ص ۵۵۱.
۴- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج‏۴، ص ۳۶۶۹.
۵- وسائل الشيعة آل البيت، الحر العاملي، ج‏٢۱، ص ۴۸۵.
۶- وسائل الشيعة آل البيت، الحر العاملي، ج‏٢۱، ص ۴۸۵.
۷- الكافي، الشيخ الكليني، ج‏۶، ص‏۴۹.
۸- وسائل الشيعة آل البيت، الحر العاملي، ج‏٢۱، ص ۴۸۶.
۹- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج‏۴۳، ص ٢۸۵

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه