مجلة ريحانة الالكترونية

لماذا لم يأمر الله ملائكته بالسجود لحواء مع أنها إنسانة كما ... ؟

لماذا لم يأمر الله ملائكته بالسجود لحواء مع أنها إنسانة

كما ... ؟
السوال:
لماذا لم يأمر الله ملائكته بالسجود لحواء مع أنها كانت إنسانة كما كان آدم عليه السلام إنساناً ؟
الجواب:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :
يُصرِّح القرآن الكريم في عدد من الآيات الكريمة بأن الله عزَّ و جلَّ أمر الملائكة بالسجود لأبينا آدم ( عليه السلام ) ، و من تلك الآيات قوله جلَّ جلاله : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } ، ( سورة البقرة ، الآية : 34 ) .
و من تلك الآيات أيضاً قول الله عز و جل : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } ، ( سورة الإسراء ، الآية : 61 ) .
فظاهر هذه الآيات و غيرها من الآيات يُشعر بأن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم ( عليه السلام ) فحسب ، و هم قد سجدوا له و لم يسجدوا لغيره ، إلا أن إبليس اللعين استنكف من أن يسجد لآدم فلم يسجد .
لكننا لو أمعنا النظر في مجموع الآيات التي تحدثت عن مسألة السجود لآدم ( عليه السلام ) وجدنا أن بعض هذه الآيات تكشف لنا عن ماهية هذا السجود و حقيقته بصورة أوضح و أدق ، و لو تدبَّرنا في قول الله عز و جل : { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } ، ( سورة الأعراف ، الآية : 11 ) ، وجدنا أن الخطاب الإلهي إنما هو موجّهٌ للنوع الإنساني و الجنس البشري في قوله تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ " حيث أن الكلام عن خلق الإنسان و تصويره ـ أي النوع و الجنس ـ ، و ليس الكلام عن خلق النبي آدم ( عليه السلام ) كفرد فقط ، فيتضح لنا أن المراد من قوله تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ " هو خلق النوع الانساني و قد تحقق ذلك عند خلق أول أفراد هذا النوع و هو آدم ( عليه السلام ) ، و الأمر بالسجود كان تكريماً للنوع الإنساني بصورة عامة ، و تخصيص آدم ( عليه السلام ) إنما كان بسبب كونه النموذج الأول لهذا النوع الانساني و الجنس البشري المراد خلقه من جانب ، و تقدُّم خلقه على سائر أفراد الجنس البشري بما في ذلك زوجته حواء من جانب آخر .
و على هذا فالسجود لآدم ( عليه السلام ) لم يكن سجوداً له فحسب بل كان سجوداً له و لأمنا حواء و لجميع أفراد النوع الإنساني .
هذا و لا شك أن الله عزَّ و جل خلق أبينا آدم ( عليه السلام ) أولاً من مادة الطين ، ثم خلق أمنا حواء من فاضل تلك المادة الطينية

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه