مجلة ريحانة الالكترونية

كيف تصبح المرأة مؤهله للرجوع لعملها بعد الولادة؟


لكل مرحلة في حياة الإنسان متطلبات , حينما يقبل الإنسان على مرحلة جديده في حياته فإنه بلا شك سوف يعمل جاهدا لبلوغ تلك المرحلة , ولهذا فإنه يوطد عزمه على ولوج تلك التجربة الجديدة , وكمثال فإن الزوج حينما يقبل على الزواج فإنه بلا شك سوف يعمل جاهدا لجمع الأموال اللازمة لأجل بناء عش زوجية هانئ .
وكذلك الزوجة فإنها تعمل قبل زواجها وأحيانا تتوقف عن العمل بعد زواجها وأحيانا تحب أن تواصل عملها بعد الزواج , وهذا يعتمد على رغبتها واتفاقها مع زوجها.
ولكننا نجد أن المرأة بعد إنجابها سوف تعيد التفكير في عملها , لأن المسؤولية أصبحت ثقيلة على كاهلها , وبالتالي فإنه عليها تنظيم ورعاية المنزل، ورعاية أطفالها والقيام على تغذيتهم, والاهتمام بنفسها وزوجها .
وأهم أمر يزعجها ويقض نومها، مفارقتها طفلها الصغير الذي لم يبلغ السن التي بموجبه يمكن مفارقته, إنه في أمس الحاجة لها , كما وأنها في أمس الحاجة له حبا وحنانا وجمالا .
ولهذا فإننا نجد أن الكثيرات من الأمهات يطلبن إجازة طويلة الأمد قد تمتد للعامين حتى يستطعن رعاية طفلهن الرعاية الكافية , ومن ثم يعدن لعملهن , ولكن بعد العامين وبعد التعود على البقاء بالمنزل وراحة الجسم الكاملة , يصبح من الصعوبة بمكان الرجوع للعمل والانضباط والدقة في المواعيد.

التأهيل النفسي :
بعد فترة الانقطاع الطويلة للأم عن العمل فإنها بالطبع سوف تفقد ثقتها في نفسها, وتفكر إن كان باستطاعتها أداء عملها بكل كفاءة واقتدار كما كانت سابقا ؟ وهل يمكنها الالتزام بساعات الدوام الرسمي ولا سيما وأنها أصبحت ذات مسؤولية كبيرة ومتشعبة؟
وكيف توفق ما بين المواعيد الرسمية للعمل وما يمكن أن تواجهه من متاعب مع طفلها كأن يمنعها مثلاً من النوم ليلاً؟ مما لا شك فيه بأن ثقتها الكبيرة في نفسها سوف تنخفض كثيراً , ولكنها إذا رأت أن الأمر لا مفر منه فعليها أن توطد عزمها على اجتياز كل تلك الحواجز العالية التي تقف حجر عثرة في طريقها.

تجهيز مشاعر أفراد الأسرة:
حينما توطد الأم عزمها على الرجوع لعملها بعد فترة الولادة فعليها أن تعمل على تجهيز مشاعرها أولا ومن ثم تجهيز مشاعر كل أفراد أسرتها , وكذلك تجهيز مشاعر طفلها الصغير بحيث تجلب له مربية من قبل شهرين من بدئها العمل بحيث تستطيع تلك المربية التأقلم مع هذا الطفل ومحبته , وأن تعمل على انسجام طفلها مع تلك المربية بحيث توفر لها كل الألعاب لتصاحبه أطول فترة ممكنة أثناء تواجد الأم بالمنزل , وأن تعمل على صحبتها وطفلها لأماكن الترفيه والحدائق حتى يستطيع الطفل الانسجام معها ومحبتها , وعلى الأم ترك طفلها في الفترة التي تسبق موعد رجوعها للعمل أطول فترة ممكنة حتى يتعود على تلك المربية ويا حبذا لو رافقته للحدائق التي بها العاب مدهشة .
وربما تختار الأم وضع طفلها في روضة للأطفال , وعندها عليها مرافقته لفترة يكون أقلها أسبوعين بحيث يتعود على الأطفال والمربيات اللاتي يعملن في تلك الروضة .
أما بالنسبة لبقية أفراد الأسرة , يجب عليهم تقسيم الأعمال المنزلية عليهم بحيث يمنح كل منهم العمل الذي يرتاح لأدائه بجانب إتقانه له , ولا يتم هذا إلا بعد نقاش مستفيض بحيث يستطيع كل واحد منهم أداءه بكل تفان وإخلاص , وأخيرا تأتي أصعب المراحل حيث تحاول إقناع نفسها بضرورة الرجوع للعمل , وأنها مؤهلة نفسيا ومعنويا وجسديا لأداء ذلك العمل , يمكنها البدء في العمل قبل الموعد المحدد بنحو أسبوع , بحيث تستطيع التأهيل النفسي والمعنوي وبحيث تستطيع الانسجام مع الموظفين والجمهور , وحينما تبدأ في مباشرة العمل بصورة رسمية , سوف تجد نفسها تعمل عملها بكل كفاءة واقتدار .
ورغما عن قناعتنا بأنها أهلت نفسها للرجوع لعملها , ولكننا نرى بأنها مقتنعة في قرارة نفسها بأنها يجب أن تبقى بمنزلها , وأنه بلا شك المكان المناسب لها , باعتباره المملكة الخاصة بها ، و لن ولم يفلح أحد غيرها بإدارته , ألست معي في هذا الأمر؟

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة