مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

( وما أنفقتُم من شيءٍ فهو يخلفْهُ ).
فعن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله

:
« كل معروف صدقة ، وما وقى به الرجل عرضه فهو صدقة ، وما انفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامناً » (١).

( وهو خير الرازقين ).
أما أنه خير الرازقين فلأن عطاءه يتميز عن عطاء البشر.
عطاؤه يأتي بلا منة.
وعطاء البشر مقرون بمنة.
وعطاؤه من دون تحديد نابع عن ذاته المقدسة الرحيمة الودودة التي هي على العبد كالأم الرؤوم بل وأكثر من ذلك ، وعطاء البشر محدود.
وكذب من قال انه محدود العطاء :
( بل يداهُ مبسوطتانِ ينفِقُ كيفَ يشاءُ ) (٢).
وقد جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :
« ان يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سخاء بالليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه » (3).
وقد جاء الوعد بالجزاء فقط في آيات أخرى فقد قال سبحانه :
( وما تُنفقوا من خيرٍ فأنَّ اللهَ به عليمٌ ) (4).
( وما أنفقتُم من نفقةٍ أو نذرتُم من نذرٍ فأنَّ الله يعلَمَهُ ) (5).
( وما تُنفقُوا من شيءٍ فإنَّ الله به عليمٌ ) (6).
وقد فسر قوله « عليم » أو « يعلمه » بالجزاء لأنه عالم فدل ذكر العلم على تحقيق الجزاء.
وفي تفسير آخر للآيات الكريمة أن معنى عليم أو يعلمه في هذه الآيات أي يجازيكم به قل أو كثر لأنه عليم لا يخفى عليه شيء من كل ما فعلتموه وقدمتموه لوجهه ولمرضاته عز وجل.
****************************
(١) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.
(٢) سورة المائدة / آية : ٦٤.
(3) الدر المنثور في تفسيره لهذه الآية.
(4) سورة البقرة / آية : ٢٧٣.
(5) سورة البقرة / آية : ٢٧٠.
(6) سورة آل عمران / آية : ٩٢.