مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

بالانفاق يواجه الإسلام الأفراد فهو دين العزة والرفعة ، وهو دين الجد والعمل ،

ولا يريد للمجتمع أن يعيش أفراده يتسكعون ويتكففون.
فلماذا اذاً يعودهم على الاتكال على غيرهم ؟.
للإجابة على ذلك نقول :
إن الإسلام بتشريعه الانفاق بنوعيه الالزامي والتبرعي لم يرد للأفراد أن يتكلوا على غيرهم في مجال العيش والعمل بل على العكس نراه يحارب بشدة الاتكالية ، والاعتماد على أيديِ الآخرين.
بل الإسلام يكره للفرد أن يجلس في داره وله طاقة على العمل ، ويطلب الرزق من الله فكيف بالطلب من انسان مثله.
يقول الإمام الصادق عليه‌السلام :
« أربعة لا تستجاب لهم دعوة رجل جالس في بيته يقول : اللهم أرزقني فيقال له : ألم آمرك بالطلب ؟ » (١).
وفي حديث آخر عنه عليه‌السلام فيمن ترد دعوته :
« ورجل جلس في بيته وقال : يا رب ارزقني » (٢).
وهناك احاديث أخرى جاءت بهذا المضمون ان الله الذي قال في أكثر من آية ( ادعوني أستجب لكم ) ، ووعد بالاستجابة بمجرد دعاء عبده ليكره على لسان هذه الأخبار وغيرها أن يدعوا العبد بالرزق ، وهو جالس لا يبدي أي نشاط وفعالية بالاسباب التي توجب الرزق.
واذاً فالإسلام عندما شرع بنوعية الإلزامي والتبرعي لم يشرعه لمثل هؤلاء المتسولين بل حاربهم ، واظهر غضبه عليهم.
فعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إنه قال :
« ثلاثة يبغضهم الله ـ الشيخ الزاني ، والفقير المحتال ، والغني الظلوم » (٣).
************************
(١ و ٢) أصول الكافي ٢ / ٥١١ ـ طبعة طهران ـ تصحيح وتعليق الغفاري.
(٣) الدر المنثور في تفسير الآية ٢٧١ من صورة البقرة.