مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

دخلت على الرضا عليه ‏السلام في اوّل يوم من المحرم ، فقال لي : يا إبن شبيب أصائم انت ؟ فقلت : لا ، فقال : انّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا ربّه عزوجل فقال :

« رَبِّ هَبْ لِى مِنْ لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ » فاستجاب اللّه‏ له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب أنّ اللّه‏ يبشرك بيحيى ،فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللّه‏ عزوجل استجاب اللّه‏ له كما استجاب لزكريا عليه‏ السلام .

 

ثم قال : يا ابن شبيب انّ المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم والقتال لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيّها ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله ، فلا غفر اللّه‏ لهم ذلك ابدا .

 

يا ابن شبيب ان كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن عليّ بن ابي طالب عليه ‏السلام فانه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الارض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل الى الارض من الملائكة اربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر الى ان يقوم القائم ،

فيكونون من انصاره وشعارهم يا لثارات الحسين ..

 

يا بن شبيب لقد حدّثني أبي عن ابيه عن جدّه انّه لمّا قتل جدي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خدّيك غفر اللّه‏ لك كلّ ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلاً كان أو كثيرا .

يا ابن شبيب ان سرّك أن تلقى اللّه‏ عزوجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه ‏السلام ،

يا بن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنة مع النبي صلى‏الله‏عليه ‏و‏آله فالعن قتلة الحسين ..

يا ابن شبيب ان سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ما ذكرته :

« يَا لَيْتَني كُنْتُ مَعَهُمْ فَأفُوز فَوزا عَظِيما » .

يا ابن شبيب ان سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ،

فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا ، فلو أنّ رجلاً تولّى حجرا لحشره اللّه‏ معه يوم القيامة ..

 

[ أمالي الصدوق ، المجلس 27 ، الرقم 5 ، عيون اخبار الرضا عليه‏السلام 1:229 ، وعنهما في البحار 44:285 ، ح23 ]