مجلة ريحانة الالكترونية

زينب ومصائب كربلاء

إن المصائب التي ألمت بالصديقة الصغرى زينب الكبرى ابنة علي في كربلاء مصائب متنوعة.
منها: ما رأته أول ما نزلت في كربلاء، من معارضة الحر،

وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول.
ومنها: ما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها، وكثرة جيوش الأعداء.
ومنها: ما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما). فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً، حتى لم يبق إلا الذين قتلوا معه.
ومنها: ما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء.
ومنها: ما شاهدته من عطشها، وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء.
ومنها: ما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء، وهم في صراخ وعويل من العطش.
ومنها: ما كانت تنظر إليه من الانكسار في وجه أخيها) عليه السلام).
منها: حين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وشيعة أخيها يبارزون، ويقتل الواحد منهم بعد الواحد.
ومنها: ما شاهدته من مقتل ولديها.
ومنها: حين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً، لا ناصر له ولا معين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان.
ومنها: حين شاهدت رأس أخيها على الرمح، دامي الوجه، خضيب الشيبة.
ومنها: حين ازدحم القوم على رحل أخيها، ومناديهم ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين.
ومنها: حين أحرق القوم الخيام، وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.
ومنها: لما أركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال.
ومنها: مداراتها زين العابدين (عليه السلام)، وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب، وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.
وهناك مصائب أخر، أشدها أنها كانت تنظر إلى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون، والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.
وبالجملة فإن مصائب هذه الحرة الطاهرة زادت على مصائب أخيها الحسين الشهيد (عليه السلام) أضعافاً مضاعفة،
إنها شاركته في جميع مصائبه، وانفردت (عليها السلام) بالمصائب التي رأتها بعد قتله، من النهب والسلب، والضرب وحرق الخيام، والأسر وشماتة الأعداء.
أما القتل، فإن الحسين (عليه السلام) قتل ومضى شهيداً إلى روح وريحان، وجنة ورضوان، وكانت زينب في كل لحظة من لحظاتها تقتل قتلاً معنوياً بين أولئك الظالمين وتذري دماء القلب من جفونها القريحة.
ونحن تحت هذا العنوان نذكر من أخبار الطف ما فيه اسم صريح لزينب (عليها السلام)، وإن كانت أم كلثوم الواردة في أكثر الموارد المراد بها هذه الطاهرة أيضاً، بقرينة أن بعض الرواة يذكر اسم زينب في الخبر الذي يذكره غيره باسم أم كلثوم، ولأنها هي الرئيسة المطلقة للحرم الحسيني، والكفيلة الوحيدة لعياله وأطفاله (عليه السلام). قال السيد الأجل رضي الدين ابن طاووس (قدس سره): ورد الحسين (عليه السلام) كربلاء في اليوم الثاني من المحرم، فلما وصلها قال: ما اسم هذه الأرض؟ فقيل كربلاء، فقال: اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء ثم قال: هذا موضع كرب وبلاء انزلوا هاهنا محط ركابنا، وسفك دمائنا، وهنا محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله). فنزلوا جميعاً، ونزل الحر وأصحابه ناحية، وجلس الحسين (عليه السلام) يصلح سيفه ويقول:
يــا دهـــر أف لـــك مـــن خليل* كم لـــك بالإشـــراف والأصــيل
مــن طـــالب وصـــاحب قـــتيل*والدهـــر لا يقـــنع بــالبديل
وكــل حــي ســـالك ســـبــــيلي*مــا أقــرب الـوعد مـن الرحيل
*وإنما الأمر إلى الجليل

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه