مجلة ريحانة الالكترونية

رواية لا تنتهي فصولها!

 

كان حدثًا داميًا ضمّه يوم .. فسالت دماء الحدث لتصنع منه  ملحمة ، و لتروي بذرة ذلك اليوم فينمو أزمانًا ، برواية لا تنتهي فصولها ! كلما مر الزمان تجذرت جذورها ، و تجددت فروعها بأبطال لا أمد لها ، ترتشف أدوارها من أبطال صانعي الحدث ! رواية أصلها ثابت و فرعها في سماء  الصمود و الإباء ..

و لم يزل بطلا روايتنا الأساس يجسدا الدور فيصنعا الأثر في نفوس العاشقين حبًا و إكبارًا .. نفوس يستهويها أن تحاكي دور البطل بعطاء الدماء .. و دور البطلة بِخُطا الإباء ! فلم تزل دماء ملحمتك يا حسين الراوية و المُلهمة ، و لم تزل خُطا زينب من كربلاء العاشر إلى كربلاء العشرين مطبوعة على الطريق يهتدي بأثر رسمها السائرون الزائرون ، و لا يضل الطريق من بها اهتدى ..

أربعون عادت فيه رؤوس الآل للحفر ، أسدل الستار على نهاية فصل روايتنا الأول .. فكان الستار نهاية خلقت البداية ، حيث انتفت عنه ميزة الستر و الإخفاء ، بل أزاد المشهد في عيون الأحرار ألقـًا و وضوحـًا بدقائق تفاصيل الملحمة ! فكان اسم الحسين و زينب للعارفين عقيدة و طريق السلوك ، و للمفكرين الوعي و الثقافة ، و للمربّين أنموذج القدوة ،  و للأدباء الوزن و القافية ، و للمنشدين الصوت و اللحن ، و  للثائرين النهج و العُدّة ، و للسائرين على طريق العشق الزاد و العتاد ..

فها هم قاصدوك يا حسين على العهد ، مجدون في المسير كما في أعوام مضت .. لا تخرُم مشيتهم مشية المجاهدين الأبطال .. بِخُطـُا ثابتة مهيبة تحكي صمودًا و عشقـًا و ولاءً دون كلام .. مشاربهم شتَى كانت طرائقهم قِددًا و وحدهم طريقك المستقيم .. مهما نظرنا إليهم عبر شاشات التلفزة لا نمَلُّ و لا نسأم .. فنُرجِع البصر كرتين و أكثر ، ينقلب لنا البصر بمزيد شوق و القلب كسير ، و على عدم الإلتحاق بركبهم حسير .. لنكمل جميعا بين زائرين و مشتاقين للزيارة فصلاً آخر يُضاف لفصول الرواية التي لا تنتهي فصولها ..

و آخر الحروف لا ترتصَُ إلا تعازي شجية ، بذكرانا ذكرى الأربعين الأليمة ، مقدَّمة لكل موالية و موالي .. و نسأل المولى تعالى أن يبلغنا أحياء الذكرى عند مرقد مولانا الطاهر ، بعد خُطـًا تُسجَّل لنا في صحفنا نورًا يضيئ لنا ظلام آت ..

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه