مجلة ريحانة الالكترونية

خائف من الزواج‏

 لأول مرة اكتب اليك لعلني اجد حلاً لمشكلتي عندك كسائر الشبان الذين طالما اضأتِ لهم الطريق وفتحت امامهم ابواب الامل وكل ما اتمناه ان تأخذي رسالتي هذه بعين الاعتبار.


 انا فتاة في الثانية والعشرين من العمر، تعرفت على شاب في الثامنة والعشرين. وقد تم هذا منذ سنتين عندما کنت في المرکز التربوي لتکوین الأساتذة، وانا الآن أعمل استاذة. كنت ارتاح جداً الى هذا الشاب، وقد ازداد حبي له مع مرور الأيام رغم المسافة بيننا فعندما تخرجنا من المركز تم تعيين كل واحد منا في مدينة معينة. المهم ان ذلك الشاب يبادلني نفس الشعور. يعني انه يحبني ولا يترك اي فرصة تمر بدون ان يطلب مني موعداً للقاء، كما اننا نتراسل باستمرار. رسالة كل اسبوع تقريباً.
 لكن مشكلتي يا سيدتي هي كالتالي: ان الشاب الذي قلت لك انه يحبني ويبادلني ذات الاحساس الذي اكنه له لا يؤمن بفكرة الزواج ولا يريد ان يتزوج بتاتا لا مني ولا من غيري كما انه لا يريد اطفالاً. وانا متفقة معه اي اني كذلك لا اريد اطفالاً. لكن بخصوص الزواج فأنا كجميع الفتيات احلم بالزواج واتمنى من كل قلبي ان يتحقق هذا الحلم.
 لعلك سيدتي ستتساءلين عن سبب رفضه للزواج؟ سبب ذلك هو ان زواج والديه وزواج اخواته فشل. لذلك اصبح هو كذلك يخاف من الفشل في حياته الزوجية. وقد حاولت مراراً ان اغير رأيه لكنه لا زال متمسكاً به. فهو يطلب مني ان ابقى على علاقتي به ووعدني انه لن يتخلى عني مهما كان السبب وانه سيظل يحبني. لكنه لن يتزوج مني ابداً.
 سيدتي ارجوك ان ترشديني كيف اتصرف؟ هل اضع حداً لعلاقتي بذلك الشاب رغم انني احبه وهو يحبني ام ابقى على علاقتي به واتسلح بالصبر لربما الأيام تغير رأيه ونظرته للزواج فيحقق لي حلم حياتي؟ ارجوك سيدتي ان تعطيني حلاً لمشكلتي هذه لأن مستقبلي اصبحت تغطيه سحب كثيفة ولا اعرف حتى الآن ما هو مصيري وماذا ينتظرمني وماذا تخبى‏ء لي الأيام؟
عزیزتي
 الاباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون. فكثيراً ما تترك الخلافات بين الزوجين اثاراً مدمرة على نفسية الاطفال، فيدفعون ثمنها في حياتهم ومستقبلهم واستقرارهم العاطفي عندما يبلغون سن النضج.
 ويبدو ان الآثار التي تركها فشل زواج والدي حبيبك كانت عميقة ومؤذية لدرجة جعلت الشاب لا يثق بأي ارتباط بأي فتاة فهو لا يريد ان يتزوج ولا يريد اطفالاً يحملهم ما تحمله هو نتيجة فشل زواج والديه.
 ولا بدّ ان الظروف التي سبقت وتلت فشل هذا الزواج كانت مؤلمة لدرجة لم تنعكس عليه وحده، بل ايضاً على اخواته اللواتي فشلن ايضاً في تحقيق زواج ناجح يعتمد على التفاهم والحب والاخلاص. فدفع الاولاد كلهم ضريبة فشل زواج الوالدين.
 وانت تتعاملين الآن، يا عزيزتي، مع انسان عقدته ظروفه الصعبة. ولو لم تكوني قد عرفته منذ سنتين واكثر لقلت لك تسلحي بالصبر وحاولي اقناعه بأن عدد الزيجات الناجحة يفوق بكثير عدد الزيجات الفاشلة، وبأنك تختلفين عن غيرك، وبأن الزواج المبني على المشاركة والتفاهم والوعي من الصعب ان يفشل.
 لكنك قلت انك حاولت مراراً تغيير رأيه بدون جدوى. اي انه مصمم على عدم الزواج بك.
 وهنا اسمحي لي، يا عزيزتي، بان اشكك بصدق حب هذا الشاب لك. فهو يرفض الارتباط بك، ورغم ذلك يطلب منك البقاء على علاقتك به. لو كان هذا الشاب يحبك حقاً لابتعد هو عن طريقك، ليفسح لك المجال لبناء حياتك ومستقبلك مع شاب يحقق لك حلمك الطبيعي بالزواج والاستقرار.
 ابتعدي عن هذا الشاب ولا تعتمدي على امل ان تغير الايام نظرته الى الزواج، فستجدين يوماً ان القطار فاتك وانت تنتظرين انساناً قد يجد في المستقبل القريب فتاة اخرى يحبها بصدق فيتغلب على مخاوفه ويتزوجها.
 حكمي عقلك الى ما فيه خيرك. ووفقك اللَّه.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه