مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

قال رسول الله"صلى الله عليه وآله": "حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة، والسباحة والرمي".
كان الهدف الأول من حث الرسول"صلى الله عليه وآله" قومه المنتضلون والناهضون بعبء النضال، على الرماية وتسديدها إلى صدور الأعداء، ثم جعلها دستوراً قائماً بذاته في قوله لدى نزول الآية الكريمة: "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة" فقال: "ألا أن القوة الرمي" ثم كررها ثلاث مرات، وقال بعد ذلك: "حق الولد على الوالد أن يعمله الكتابة، والسباحة، والرماية".


فقد عنى بالكتابة العلم، وبالسباحة، الرياضة وبالرماية الدفاع عن الكيان وإنما كنى عن العلم بالكتابة لأنها وسيلة العلم الأولى، قال الله تعالى: "إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم" وإكباراً لشأن الكتابة وأنها سبيل الانسان إلى العلم، إن الله أقسم بالقلم في قوله: عز من قائل: "ن والقلم وما يسطرون" .
وإنما كنى عن الرياضة بالسباحة، لأن الحركة في الماء هي أبلغ أنواع الرياضة تنشيطاً للجوارح، فالماء يصون مسام الجسم عن جراثيم الهواء التي تنفذ اليه من وراء الحرارة بالجهد حيث تتفتح تلك المسام، ثم الماء يطهر ما تفرزه تلك المسام من العرق المتبخر عن فضلات الشراب والطعام في جوف الانسان فيحق لنا أن نقول: إن السباحة هي الرياضة المفضلة بما يكتنفها من الطهر والنقاء.
وأما الرماية التي عبّر بها عن القوة: فهي تسديد الرمي نحو الهدف فكلما كان التسديد محكماً كانت الاصابة مضمونة، وكان الهدف غرضاً لها، فاصابة الهدف إذن هي القوة، سواء كان الهدف إنساناً أو حيواناً أو جماداً، فليس الغرض المعبر عنه بالهدف قاصراً على عدوك وأنت تسدد اليه ضرباتك بالسهام أو الرصاص أو القدائف، ولا هو قاصر على أنشودتك وأنت تصيد الطير والحيوان .

 

رابط الموضوع