مجلة ريحانة الالكترونية

حزن الرسول (صلّى الله عليه وآله) على فراق خديجة

بعد أن ألقينا نظرة خاطفة على حياة أم المؤمنين السيدة خديجة (رضي الله عنها) زوجة الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) لابد لنا من أن نتكلم عن مدى حزن النبي (صلّى الله عليه وآله) لفراقه الزوجة الوفية

...

 

أجل ... لقد خمدت تلك الجذوة المشتعلة التي أضاءت طريق الجهاد مدة من الزمن.

رحلت خديجة الى جوار ربها آمنة مطمئنة ، وبقي الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) بعدها في كآبة وحزن ، وهم بالغ ...

فالليالي تمضي كالحات ، مشحونة بالذكريات الأليمة ، ذكريات الزوجة الوفية ، ربة البيت ، وأم الأولاد ، وساعده القوي ، وشريكته في الجهاد.

كان عليه الصلاة والسلام يرجع الى البيت ، وهو مرهق ينوء بأعباء الرسالة العظيمة ، وقد أتعبه ما يلقى من المشركين ، من تعنت وأذى.

لقد فرح المشركون بموت خديجة ... وأبي طالب المحامي والكفيل لمحمد (صلّى الله عليه وآله) وظنوا أن الظلمات تكاثفت حوله ، فلن يبدو على الافق شعاع أو ضياء.

كان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخلو الى نفسه ليستعيد ذكرى الراحلة التي ملأت عليه دنياه ، وقد تراكمت عليه الهموم والأحزان.

دخلت عليه خولة بنت حكيم السلمية ، وقالت له : يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة ؟!

فأجاب عليه الصلاة والسلام : ( أجل كانت أم العيال وربة البيت ).

فاقترحت عليه خولة بعد حديث طويل أن يتزوج. فأجابها بنبرة عتاب ... « من بعد خديجة ؟ »

فقالت : هون عليك ، إن أردت ثيباً فهذه سودة بنت زمعة ... أو أردت بكراً ... فعليك بعائشة بنت أبي بكر ، فقال لها : لكنها لا تزال صغيرة يا خولة.

وكان رد خولة حاضراً : تخطبها اليوم الى أبيها ، ثم تنتظر حتى تنضج.

فأجابها النبي باستغراب : حتى تنضج ؟! ثم أردف بلوعة ...

لكن من للبيت يرعى شؤونه ؟ ومن لبنات الرسول يخدمهن ؟

واخيراً أذن لها الرسول في خطبتهما. فمرت أولاً ببيت ( أبي بكر ) ثم جاءت بيت ( زمعة ) فدخلت على ابنته ( سودة ) وهي تقول : ـ ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة يا سودة ؟

فسألت ( سودة ) وهي لا تدري مراها : وماذا يا خولة ؟

قالت : أرسلني رسول الله أخطبك عليه ...

وكانت الهجرة الى يثرب ( المدينة المنورة ) بوحي من السماء أتى به جبريل.

هناك في المدينة أنصار للرسول الأعظم ، يحيطون به ويفتدونه بأرواحهم مستبسلين ، يرون الاستشهاد في سبيل الدعوة الاسلامية مجداً وانتصاراً ، وغاية أمانيهم نشر الإسلام وتعاليمه ، وتركيز دعائمه.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه