مجلة ريحانة الالكترونية

حتى تتحقق الرومانسية في حياتك الزوجية

الكثير من الزوجات يشتكين قسوة عواطف أزواجهن وجفاف وجمود مشاعرهم نحوهن، ويتمثل ذلك

في عدم إسماعهن كلمات الحب والهيام والغزل، وعدم إهدائهن الهدايا المعبرة عن الحب التي كانت تقال وتهدى للمحبوبات في الإفلام السينمائية التي نشأوا على متابعتها.. الأمر الذي جعل هؤلاء الزوجات يشعرن بأن أزواجهن لا يحبونهن ولا يحملون لهم أية أحاسيس وعواطف رومانسية.. مما أدى إلى كثرة الخلافات في كثير من البيوت التي  تعاني الزوجات فيها الحرمان من الحب..وقد ظهرت بسبب تلك المشكلة كثير من الأخطاء والانحرافات غير الشرعية لدى بعض الزوجات الجائعات حبًا وحنانًا واللائي وقعن وللأسف الشديد في براثن آفة الخيانة مع من انعدم دينهم وحياؤهم وعاشوا حياة الإنسان شكلًا والحيوان ضمنًا!..

 

في الجاهلية كان الرجل اذا أحب امرأة وعشقها فإنه لا يتزوجها في الغالب حتى لا يتناقص ذلك الحب او يزول، وبمجيء الإسلام انعكس هذا المفهوم تماما  حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام:  "لم ير للمتحابين مثل النكاح"،  رواه ابن ماجة وصححه الألباني..

وقد توصل ابن القيم رحمه الله الى سر خطير يبيّن لنا ما هو الفرق بين الحب المحرم الذي يحدث بين الرجل الأجنبي والمرأة الأجنبية وبين حب الزوجين لبعضهما فأجمل واختصر كلامه الى نتيجة نهائية مفادها  أن شعور الحب والعشق إنما هو شعور ناتج عن أبخرة متصاعدة إلى الجسم من سوائل الرجل والمرأة الجنسية يتشبع بها القلب والعقل فتحدث هذا الأثر والشعور العجيبين وبالتالي كلما زاد الحرمان الجنسي بين المتحابين كلما زاد الأثر على مشاعرهما فيتطور ذلك الحب إلى عشق وهيام وولع، وربما وصل أحدهما إلى درجة الجنون أو الإعياء التام ثم الموت، وهذا ما يفسر عدم استطاعة أحد الحبيبين البعد عن الآخر وعدم التوقف عن التفكير فيه ولو للحظة، إذ يشعر ان حياته بدونه لا تساوى شيئا، بل ويشعر كل منهما بنشوة وشهوة جامحة بمجرد أن ينظر للآخر أو يكلمه، يضاف الى ذلك أن العشيقين يكونان مجردين من أية مسؤولية واقعية فتجدهما يتركان كل همومهما في البيت فيلتقيان بعيدا عن مشاكل وهموم وعناء الأسرة فيكون أحلى الكلام والوصال والحب والهيام، بينما يجتمع الزوجان في البيت ليواجها الهموم والمشكلات والمعارك الحياتية  إلى جانب ضرورة الاهتمام بأمور الصغار الخاصة بنشأتهم وتعليمهم وعلاجهم، وهذا لا يعني أن تلك المسؤوليات والضغوطات تكون عائقًا ومانعًا من الحب، وإنما  الحب جزء أصيل في الحياة الزوجية لتجديدها وضمان استمرارها والقدرة على تحمل أعبائها وعدم الملل منها..

وحتى تستطيع كل زوجة أن تشعر بحب زوجها الذي تجسده أفعاله في الغالب الأعم  لا أقواله، عليها باتباع ما يلي:

أولًا:  ينبغي أن تعرف كل زوجة أن الحياة الزوجية  تقوم على أساس المودة والرحمة، وتختلف كل الاختلاف عن الحياة الوهمية التي تجسدها الأعمال الدرامية، ولذلك لا تصح مقارنة الواقع بالوهم والخيال الدرامي.

ثانيًا: يجب تقدير معاناة وإرهاق الزوج نتيجة الضغوط التي يتعرض لها في عمله وحياته بشكل عام، لأنها تعطل في أحايين كثيرة  عمل جهازيه العاطفي والجنسي دون أن يتعمد ذلك أو ينتبه إليه.

ثالثًا: ينبغي معرفة نفسية وأسلوب الزوج جيدًا، فالكثير من الرجال لا يمكنهم التعبير عن الحب بالكلام، وإنما بالأفعال والمواقف.

رابعًا: عدم إشعار الزوج بأنه مقصر عاطفيا وأنه جامد لا مشاعر له، لأن ذلك يزيد جموده وتبلده بل ربما يؤدي ذلك الى مزيد من العناد  من جانبه، ولذلك يستحَب المبالغة في إطرائه ومدحه على أمور فعلها ولم يلقِ لها بالا.
خامسًا: على الزوجة أن تشعر زوجها دومًا بأنها تعلم أنه يحبها وأن محبته لها ظاهرة جدا من خلال تصرفاته - وليس من كلامه – فالكلام ليس كل شيء، فكم من أزواج بارعين في الضحك على زوجاتهم بالكلام المعسول الجذاب وفي حقيقة الأمر أخلاقهم في غاية السوء خارج البيت.
سادسًا: لا ينبغي أن تفكر الزوجة دائمًا فيما ينقصها وما تحتاج إليه بل عليها أن تفكر أيضا في احتياج زوجها أيضًا من الحب والحنان المعروفين اكثر عن المرأة لا عن الرجل ولا ينبغي أن تكون معاملتها له بالمثل، إن جفا جفت، وإن أعطى أعطت، وإن حرم حرمت، بل عليها أن تدفع بالتي هي أحسن وتبادر بالكلمات والأفعال الطيبة  حتى يكون رد فعله أطيب وأفضل.

رابط الموضوع

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه