مجلة ريحانة الالكترونية

ما هو جهاد المرأة في رأي الامام علي عليه السلام

ما هي أهم وظيفة فطرية لدى المرأة؟

لماذا توجد فوارق بين أحكام الرجل والمرأة؟

هل العدالة التي جاء بها الإسلام تشمل المرأة أم لا؟

وكثير من التساؤلات التي تطرح نفسها لوجود بعض الفوارق في أحكام الإسلامية من حضور الجماعة وعيادة المرضى والذهاب للحج والعمرة وبعض الفوارق في باب الشهادات والميراث والدية.

نريد الآن أن نبين جانبا هاما من وظيفة المرأة الصالحة، ونقول أن السر في نجاح العلاقة الزوجية هو المحبة والاحترام المتقابل بين الطرفين ووجود الألفة الزوجية والروحية العالية لدى كل من الزوجين المتأثرين بالتعاليم الإسلامية.

لذلك أكّد الشارع الحكيم على تقوية العلاقة؛ ليصون الأسرة، ويجعل بناءها قويا متينا، ووضع المسؤولية الكبرى في تمتين تلك الرابطة على الزوجة بالذات؛ لأنها أوتيت الوسائل اللازمه لذلك، واعتبر عملها هذا في تقوية تلك الرابطة مسؤولية كبيرة لا يجوز لها ان تستهين بها، وسماها 'جهاد المرأة' في مقابل 'جهاد الرجل' الذي يقصد به مجاهدة الأعداء والسعي في تأمين ضروريات الحياة.

وقد ترجم الإمام علي عليه السلام هذا المعنى بقوله: (جهاد المرأة حسن التبعل)،(1) ويقصد بالتبعل اطاعة المرأة لزوجها وتأمين كل حاجاته المادية والعاطفية، حتى يظل مشدودا إليها ومشغولا بها عمن سواها، فتكون له درعاً يجنبه الحرام، وحافظاً يصونه من طوارق الايام.

وفي ذلك ينقل عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله).(2)

ولبيان الفرق بين جهاد المرأة وجهاد الرجل، وإن جهاديهما متكاملان، نذكر هنا قصة أسماء بنت يزيد الأنصارية، وافدة النساء على رسول الله صلى الله عليه وآله.

أتت أسماء بنت يزيد الأنصارية إلى النّبي صلى الله عليه وآله وهو بين أصحابه، فقالت: بأبي واُمّي أنت يا رسول الله! أنا وافدة النّساء إليك، إنّ الله عزّ وجل بعثك إلى الرّجال والنّساء كافّة؛ فآمنّا بك وبإلهك، وإنّا معشر النّساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم وحاملات أولادكم، وأنّكم معاشر الرّجال فُضّلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عزّ وجل، وأنّ أحدكم إذا خرج حاجّاً أو مُعتمراً أو مُجاهداً، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربّينا أولادكم، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير؟

فالتفت النّبي صلى الله عليه وآله إلى أصحابه بوجهه كلّه، ثُمّ قال: «هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها هذه في أمر دينها؟».

فقالوا: يا رسول الله، أيّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا؟! فالتفت إليها النّبي (ص)، وقال : «إفهمي أيتها المرأة، واعلمي من خلفك من النّساء، إنّ حُسن تبعّل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتّباعها امره، يعدل ذلك كُلّه».

فانصرفت وهي تهلل حتّى وصلت إلى نساء قومها من العرب، وعرضت عليهنّ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله، ففرحن، وآمنّ جميعهن، وسُمّيت رسول نساء العرب إلى النّبي صلى الله عليه وآله.(3) والنّساء فيهنّ كثير من العاقلات الكاملات اللواتي سبقن الرّجال بكمالهنّ وعقلهنّ وحسن أفعالهنّ.

ــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: ج 18، ص 332.

2ـ كتاب الكافي: ج 5، ص 327.

3ـ المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة: ج 1، ص 291.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه