مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

هناك مجموعة من الفئات المحرومة هي بأمس الحاجة إلى التكافل الإجتماعي بعد أن قرضهم

الفقر بمنشاره ، وأسكنتهم الحاجة والفاقة ، وهم على النحو التالي :
الإسلام كدين اجتماعي تتمثّل فيه مبادئ الرحمة والعطف ، لا يريد ان يترك هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع فريسة الفقر والحاجة ، لذلك كانت هذه الفئة بمثابة القطب من الرحى في توجهاته التكافلية ، فهناك الآيات القرآنية الكثيرة التي تحث على الاهتمام بالأيتام ، وتدعو إلى تأمين مستلزمات العيش الشريف لهم ، منها قوله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ... ) (١) ، وقوله تعالى : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) (٢) ، وقوله : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) (٣). وقوله : ( كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ) (٤). فهنا نجد دعوة صريحة للتكافل الأدبي معهم ، ولوماً وتقريعاً لكل من يقصّر في ذلك.
وهناك طائفة من الآيات تدعو إلى التكافل المادي الصريح مع الأيتام ، منها : قوله تعالى : ( ... وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ ) (5) ، وقوله : ( ... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ ) (6) ، وقوله : ( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ) (7) ، وقوله : ( وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ) (8).
وكان الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله يوقظ في نفوس الناس العاطفة الدينية تجاه الأيتام ، ويُكثر من التوصية بهم ، ويدعو إلى كفالتهم ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا وكافل اليتيم في الجنّة كهاتين » (9). وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من عال يتيما حتى يستغني عنه ، أوجب الله عزّ وجل له بذلك الجنّة ، كما أوجب الله لآكل مال اليتيم النار » (10).
ولم تقتصر تعاليم الرَّسول الاجتماعية على تأمين التكافل المادي للأيتام فحسب ، بل كان يولي التكافل الأدبي المزيد من العناية والأهمية ، قال صلى‌الله‌عليه‌وآله موصياً : « كن لليتيم كالأب الرَّحيم ، واعلم أنّك [ كما ] تزرع كذلك تحصد » (1١).
************************
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٢٠.
(٢) سورة الضحى : ٩٣ / ٩.
(٣) سورة الماعون : ١٠٧ / ١ ـ ٢.
(٤) سورة الفجر : ٨٩ / ١٧.
(5) سورة البقرة : ٢ / ١٧٧.
(6) سورة البقرة : ٢ / ٨٣.
(7) سورة النساء : ٤ / ٨.
(8) سورة الإسراء : ١٧ / ٣٤.
(9) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٩٢.
(10) الكافي ٧ : ٥١ / ٧ باب صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة والأئمّة : ووصاياهم من كتاب الوصايا.
(1١) كنز الفوائد / الكراجكي : ١٩٤ ، مكتبة المصطفوي ـ قم ، ط ٢.