مجلة ريحانة الالكترونية

ترك الرّهبانيّة

تعاهد بعض المسلمين في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مع بعض بأن يجتهدوا في العبادة ليلا ونهاراً ، ويتركوا الدنيا وزينتها ، فمنهم من ترك الأهل والأولاد وأقبل يصوم نهاره ويصلي ليله كعثمان بن مظعون ، ومنهم من ترك اللحم ، ومنهم من فعل غير ذلك. فشكت زوجة أحدهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حالته وتجنبه عن النساء وإليك نص الشكوى وموقف النبي : روى عن الصادق عليه‌السلام أنه : دخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة ، فقالت عائشة : مالي أراك متعطلة ؟


فقالت : ولمن أتزيّن ؟ فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا ، فإنهّ قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا ، فلما دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرته عائشة بذلك ، فخرج فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات ، ألا إنّي أنام بالليل وأنكح ، وأفطر بالنهار ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ...
وعن عروة قال : دخلت خولة إبنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون على عائشة وهي بادية الهيئة ، فسألها ما شأنك ؟
فقالت : زوجي يقوم الليل ويصوم النهار ، فدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على عائشة فذكرت ذلك له.
فلقى النبي عثمان فقال : يا عثمان إنّ الرّهبانيّة لم تكتب علينا ، أفمالك فيّ أسوة حسنة ، فوالله إنّ أخشاكم وأحفظكم لحدوده لأنا.
ويفهم من هذا الموقف تجاه هذه الفكرة ، أنه لا يجوز للزوج أن يبتعد عن الزوجة بحجة الإلتزام بالشريعة الإسلامية ، فالزّوج مسئول عن الحفاظ على الحياة الزوجية والإلتزام بذلك من وظائفه. فلهذا أكد النبي في المسجد ، أو حينما التقى بعثمان ، أنه أحفظهم لحدود الشريعة وأخشاهم. إذاً فكل ما فعله عثمان هو ترك للسنة النبوية لا الإلتزام بذلك.
فلاشك ان هذه الفكرة تهيأ الأجواء لانحراف الزوجة ، وانجذابها إلى شباك الشياطين ، إذا بقي الزّوج مستمراً على هذه الحالة.

شارك هذا المقال

التعليق 0

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

من نحــن

مجلة ريحانة الالكترونية تعنى بجميع شؤون المرأة التي تناولها القرآن الكريم والسنة الشريفة. تعمل هذه المجلة تحت مجموعة شبكة رافد للتنمية الثقافية وهي مجموعة ثقافية تحت إشراف مؤسسة آل البيت (عليهم السلام).
علماً بأن عنوان هذه المجلة قد تم اقتباسه من الحديث الشريف عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب (عليه السلام): "المرأة ريحانة وليست بقهرمانة".(نهج البلاغة)

أحدث المقالات

اسألي الفقيه