مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

سلك القرآن في الترغيب الى الانفاق مسالك عديدة

وصور لتحبيب الإنفاق صوراً مختلفة :
الضمان بالجزاء
لقد نوخت الآيات التي تعرضت إلى الإنفاق والتشويق له أن تطمئن المنفق بأن عمله لم يذهب سدى ، ولم يقتصر فيه على كونه عملية تكافلية إنسانية لا ينال الباذل من ورائها من الله شيئاً ، بل على العكس سيجد المنفق أن الله هو الذي يتعهد له بالجزاء على عمله في الدنيا وفي الآخرة.
أما بالنسبة إلى الجزاء وبيان ما يحصله الباذل ازاء هذا العمل فإن الآيات الكريمة تتناول الموضوع على نحوين :
الأول : وقد تعرضت إلى بيان أن المنفق سيجازيه الله على عمله ويوفيه حقه أما ما هو الحزاء ونوعيته فإنها لم تتعرض لذلك ، بل أوكلته إلى النحو الثاني الذي شرح نوعية الجزاء وما يناله المنفق في الدنيا والآخرة.
١ ـ الآيات التي اقتصرت على ذكر الجزاء فقط :
يقول تعالى :
( وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وانتم لا تظلمون ) (١).
وفي آية أخرى قال سبحانه :
( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم وأنتم تظلمون ) (2).
ويظهر لنا من مجموع الآيتين أنهما تعرضتا لأمرين :
الأول : اخبار المنفق واعلامه بأن ما ينفقه يوقى إليه ، وكلمة ( وفى ) في اللغة تحمل معنيين :
أحدهما : انه يؤدي الحق تاماً.
ثانيهما : انه يؤدي بأكثر.
وقوله سبحانه : ( يُوَفَ إليكُم ) تشتمل بإطلاقها المعنيين أي يعطى جزاءه تاماً بل بأكثر مما يتصوره ويستحقه والمنفق.
***************************
(١) سورة البقرة / آية : ٢٧٢.
(2) سورة الانفال / آية : ٦٠.