مجلة ريحانة الالكترونية
عنوان الموقع : مجلة ريحانة الالكترونية

التحذير من الوقوع في التهلكة :
وفي وصايا أخرى تتعلق بموضوع بحثنا نرى القرآن الكريم يحذر المنفقين في أن

يبسطوا أيديهم في إنفاقهم بما يضر بحالهم ويؤثر على الوضع المالي للمنفقين قال عز وجل :
( وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) (١).
أما سبيل الله : هو كل طريق شرعه الله تعالى لعباده ، ويدخل فيه الجهاد والحج ، وعمارة القناطر ، والمساجد ، ومعاونة المساكين ، والأيتام ، وغير ذلك ، بل وكل ما أمر الله به من أبواب الخير ، والبر ، وحينئذٍ فيكون السبيل هو الطريق.
والآية تسير على نفس الخط الذي رسمته الآيات المتقدمة من ضرورة الاعتدال في الانفاق وعدم الإسراف فيه لأن الاسراف وانفاق المال يؤدي إلى التهلكة وهي الضياع إذ أن أصل الهلاك هو الضياع والهالك الفقير بمضيعة (٢).
وإنما يكون بمضيعة لأنه كان غنياً موسراً فأصبح فقيراً معدماً ، فهو بمضيعة فقد ما يقوم مغاشه يقول الإمام أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام :
لو أن رجلاً انفق ما في يده في سبيل الله ما كان أحسن ولا وفق لقوله سبحانه : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) (3).
وعندما يحذر القرآن المنفقين عن إلقاء أنفسهم في التهلكة عند الإنفاق بغير اعتدال فإنه في نفس الوقت يوجههم إلى السير المنظم في الطريق المستقيم كحد وسط بين الاسراف والتقتير لذلك ختمت الآية الموضوع بقوله عز وجل :
( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) (4).
وقد فسر قوله ( المحسنين ) بالمقتصدين.
والاقتصاد هو الاعتدال في الصرف (5).
***************************
(١) سورة البقرة / آية : ١٩٥.
(٢) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.
(3) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.
(4) سورة البقرة / آية : ١٩٥.
(5) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية.